المشهد السياسي السوري اليوم أبعد ما يكون عن ثورة مستمرّة، فتوازنات القوى فيه تشي بخروج القرار الوطني من أيدي الثوار والأطر السياسية التي تصدّرت المسرح.
بدأ حديث أميركا عن "اليوم التالي" في ذروة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة كما لو كان مناورة لاحتواء ردّات الفعل العربية والإسلامية وتنفيس الاحتقان الشعبي
أثارت الضربات الأميركية البريطانية مخاوف القيادة الإيرانية من إضعاف عزيمة حركة الحوثي واستسلامها للضغوط العسكرية، خصوصًا بعد سحب إيران قطعها من البحر الأحمر.
يكمن مأزق الإدارة الأميركية ونقطة ضعفها في اجتماع عوامل شديدة الحساسية والدقّة تقيد حركتها وقدرتها على تسويق وجهة نظرها وفرضها بشأن اليوم التالي في غزة.
لم تكتفِ واشنطن بعرقلة صدور قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزّة، بل ووضعت شرطا تعجيزيا لتحقيق ذلك، وهو استسلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
تعاطت القيادة الإيرانية مع فرصة وفرتها حركة حماس لمحاربة إسرائيل بطي تهديداتها السابقة بـ "محو" إسرائيل و"تدمير" إسرائيل و"إزالة" إسرائيل من الوجود، واكتفت بالتنديد بالعدوان الإسرائيلي وبالقصف الوحشي، الأمر الذي كشف حقيقة المواقف الإيرانية.
تعاني إسرائيل اليوم من نقاط ضعف كبيرة، تتجلى في غياب استراتيجية واضحة، وعدم امتلاكها استراتيجية خروج، ووجود خلافاتٍ داخل مجلسها العسكري والسياسي، ومأزقها الاقتصادي الناجم عن سحب حوالى 350 ألفا من سوق العمل بدعوتهم إلى الاحتياط.