سيف الدين عبد الفتاح

لا يمكننا التعامل مع عالم المفاهيم جزافا وكأنها معطيات؛ وما لم نتعرف إليها ضمن سيرتها المعرفية؛ وسياقاتها الحضارية، وهذا ما ينطبق على مفهوم النهضة.

الأسئلة الآتية من وسط وسياق استبدادي لا تحرّك السؤال إلى وجهة السؤال الصحيح، بل تتعمّد الأسئلة الخطأ في سياق التغطية على السؤال الصحيح.

استلهام النظرة المنظوميّة في عالم الأسئلة يحرّك كل المعاني التي تتعلّق بمنظومة الأسئلة وشبكيّتها وتفاعلاتها ومسألة المتغيّرات فيها والنواة الصلبة منها.

تتأتّى أهمية السؤال من أنه مفتتح المنهجية الصحيحة اللازمة لرسم الخرائط الواضحة وتقديم شروط الأسئلة الحقيقية والجوهرية، للتفكير في مشروعات النهوض.

اعتبار بعض الأحداث التاريخية أنها منعطفات تاريخية يخضع لإطار منهجي وعلمي، يدرس هذه المنعطفات وما تركته من آثار في التاريخ القديم والحديث للأمم ونهوضها.

التفكير بمستقبل الثورات جزءٌ من القيام بها؛ واليوم الثاني بعد الثورة أهم من الأول، وستظلّ فكرة مستقبل الثورات دوما تتعلق بدروس أيام الثورات ووقائعها

تأتي أهمية الثورات في أنها طرحت سؤال التغيير، وأفشلت الفكرة التي يقتات منها وعليها الاستبداد، وهي استمرارية الوضع الراهن، والهجوم على كل من يتحدّث عن التغيير.

لا ينتهي حديث الثورة حتى لو مرّت أيام وانقضت عقود؛ وأصاب مشروع الثورة ما أصابه، إذ لا تزال الشعوب العربية تداعبها آمال التغيير وأشواق الثورات والحريات.

لم يكن اهتمام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالأجندة البحثية المتعلقة بالثورات، عفو الخاطر، بل باعتبارها استراتيجية بشأن هذا الحدث الكاشف الفارق.

التناول الاختزالي التابع لنماذج سابقة التجهيز كانت أحد أهم الأسباب في النظر إلى الثورات العربية باعتبارها حدثا عابرا لا يمكن أن نخلع عليه وصف "المنعطف التاريخي"