مقابل الاتهام بالتطبيع هناك أيضا تهمة معاداة السامية الجاهزة لمواجهة كل من تسوّل له نفسه أن يوجّه الاتهام، إلى دولة إسرائيل بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
صارت المنظمات المدنية العربية ضحية لمستبدٍ داخلي وقامعٍ خارجي يشترط خضوعها لخياراته ليستمر في دعمها، بما يعرّي خطاب حقوق الإنسان المدعى من قبل المانحين.
استطاعت الدبلوماسية الفرنسية لعقود أن تلعب دوراً مهماً ومؤثّراً في عديد من القضايا الساخنة في العالم، لكنها تعاني اليوم من تراجع مرير على كافة الصعد والساحات.
باعت الأنظمة كثيرا واشترت باستثمار مواقفها بملفّ القضية الفلسطينية العادلة، وصولاً إلى درجة استخدامها بوقاحة منقطعة النظير حجّة مستهلكة لقمع كل رأي مخالف.
أُوقِدَت الشموع إيذانا ببدء طقوس عيد الحانوكا اليهودي في قصر الإليزيه الرئاسي، وبحضور رأس الدولة إيمانويل ماكرون، علما أن هذا مخالف تماما لقانون علمانية الدولة.
في بداية عملية طوفان الأقصى بدا أنّ التضامن الأوروبي موحّد خلف تل أبيب، ولكن مؤخرا بدأت تتغيّر الصورة، حيث دعا الرئيس الفرنسي إلى تحالف دولي لمساعدة الفلسطينيين إنسانياً، ووقف لإطلاق النار، كما حصل تغيّر طفيف في الموقف الألماني.
يُبرّر بعض علماء الاجتماع بأن الخطر في فرنسا يكمن في وجود أكبر جالية مسلمة وأكبر جالية يهودية على المستوى الأوروبي قاطبة. وبالتالي، هم يحصرون الصراع في شقٍّ دينيٍ يُناسب تحليلاتهم القائمة على نظرية صراع الحضارات.