زهير أبو شايب

نجاحات ثلاثة للمقاومة في غزة، نجحت صواريخها في اختراق منظومة القبّة الحديديّة، ونجحت الضفادع البشريّة لكتائب القسّام في اقتحام قاعدة عسكريّة من جهة البحر، ونجحت ثلاث طائرات بلا طيّار، من صنع حماس، في التحليق لأوّل مرّة في سماء فلسطين المحتلّة.

نفت حركة "حماس" علاقتها بعمليّة خطف المستوطنين الثلاثة، ولم تعلن أيّ جهة فلسطينية أخرى مسؤوليّتها عنها، لكنّ الشارع الفلسطينيّ لم يتخلّ عن تبنّيها، وكأنّه يريد أن يؤكّد لإسرائيل موافقته على مثل هذا الفعل، واستعداده لتحمّل ما يترتّب عليه من نتائج.

لقد أرادت الولايات المتّحدة أن تحتكر صناعة (الإرهاب)، لتوظّفها بما يلائم السيناريوهات الّتي أعدّتها للمنطقة، لكنّ الأنظمة في المنطقة تعلّمت الدرس الأميركيّ، وراحت تعلّق خرابها كلّه على مشجب الإرهاب الّذي تبيّن أنّه من صنعها، وليس من صنع (الجماعات الإسلاميّة).

لعبة (الشلاليط الثلاثة) لن تحرّر فلسطين، لكنّها، على الصعيد الرمزيّ، تشير إلى أنّ الاحتلال لا يمكن أن يوجد إلاّ في مكانٍ غير مكانه، وهذا ما يجعله غريبًا وطارئًا ومؤقّتًا ولامكانيًّا.

يحقّ لنا أن نتساءل عن مصادر تسليح داعش، التي ظهرت فجأة، وتحوّلت بقدرة قادرٍ إلى قوّة كبرى، وعن حقيقة دورها المريب في سوريّة والعراق، وعن السبب، الّذي يمنع النظام السوريّ من قصفها بالبراميل، مثلما فعل في حلب.

بغضّ النظر عن كلّ ما يقال عن الإخوان، فإنّنا أمام جسم تنظيميّ ضخم، يقدّر عدد المؤازرين والمريدين والمنتمين إليه بما يربو على عشرة ملايين شخص، منتشرين على امتداد الخارطة العربيّة، ما يثير هلع النظام الاستبداديّ العربيّ، وهلع (اليسار) الأيديولوجي.