كاتب وباحث فلسطيني، عضو سابق في المجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، ساهم في تأسيس الكتيبة الطلابية منتصف السبعينات، قائد للقوات اللبنانية الفلسطينية المشتركة في حرب 1978 منطقة بنت جبيل مارون الراس، وفي النبطية الشقيف 1982.
المخطّطات الصهيونية معروفة منذ نشأت الحركة الصهيونية، وهي ليست قدرًا، وقد تعلّم الشعب الفلسطيني من دروس النكبة ما يجعله ثابتًا على أرضه، صامدًا فيها، متمسّكًا بمقاومته، ولديه القدرة على إحباط هذه المخطّطات وهزيمتها، في قطاع غزّة والضفة الغربية.
ساد ارتياح أميركي وإسرائيلي بعد خطاب أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وبدا أن الإرباك الأكبر أصاب جمهورًا عريضًا بنى توقعاتٍ كبرى وآمالا لم تتحقّق، ساعدت على هذا تلك دعاية طوال أشهر الماضية عن "محور المقاومة" الذي تحدث عن وحدة الساحات.
المعركة في غزّة طويلة وصعبة، لكنها ستنتهي بفشل العدو في تصفية المقاومة، وهذا في حد ذاته انتصار لها، وهذه مقدّمة ضرورية لنهاية آخر استعمار استيطاني كولونيالي ونظام أبارتهايد وفصل عنصري، من دون أن نُغفل المخاطر المحيطة، وندرك صعوبة المعركة وضراوتها.
ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، والحرب الراهنة على غزّة، على الرغم من ضراوتها وقسوتها، سترسم ملامح جديدة للمنطقة، وبعضها تحقّق، منذ لحظاتها الأولى، ولعل هذا ما تتفق عليه الأطراف كلها. والمؤكّد أن لا خيار فيها للفلسطينيين إلا الصمود والقتال.
للمرّة الأولى، تبادر المقاومة الفلسطينية إلى شنّ الحرب، وتكون لها الطلقة الأولى... خمس ساعات كاملة مضت وكتائب القسّام تصول وتجول في المستوطنات المحاذية لقطاع غزّة، وصواريخها تقصف عشرات الأهداف في العُمق الإسرائيلي، قبل أن يصدُر أول رد فعل إسرائيلي.
ثمّة ما يشبه الإجماع لدى مختلف الكتل السياسية الصهيونية على رفض فكرة حلّ الدولتين، وما يجري النقاش والخلاف حوله هو مقدار التحسينات التي يمكن أن تطرأ على معيشة الفلسطينيين تحت الاحتلال. ولا يخلو الأمر هنا من التعقيد أيضًا.
بعد حرب أكتوبر 1973، وُضع للمرّة الأولى هدف مرحلي، يتمثل بإقامة سلطة وطنية فلسطينية على أي جزء يتحرّر من فلسطين. ثم سلكت المقاومة الفلسطينية مسارًا متعرّجًا، فكانت تتصاعد كلما ابتعدت مساعي التسوية، وتتراجع كلما اقتربت احتمالاتها.
ينبغي الانتباه إلى أنّ مقاومة سياسة التنسيق الأمني ومطاردة المقاومين وتقاعس السلطة الفلسطينية عن أداء واجبها، والنقد والاحتجاج يجب أن توجّه إلى السياسات الخاطئة، وخصوصا على المستوى السياسي، وليس عبر الهجوم اللفظي على أفراد الأجهزة الأمنية.
ثمّة جيل وُلد بعد "أوسلو"، ولم يشهد مرحلة الفصائل، عانى عذاب الاحتلال ومرارات السلطة الفلسطينية، وعجْز النظام العربي والدولي، وحده قفز خارج الغلاية، واستمرّ في حمل راية المقاومة بأشكالها المختلفة، ليرسم سيناريو جديداً قد يترك أثراً في مسارات الآخرين.