أحمد فرحات

أن تكون أرمنياً لبنانياً، فالأمر ليس "مريحا" دائما لأن "الأرمنية" ليست مُعتقداً دينياً كما حال الأديان الثلاثة، بل هي هوية قومية/ وطنية/ عرقية بمعنى ما، أي أنها يمكن، وفي "منطق معين"، أن تكون غير قابلةٍ للتعايش مع وطنية أخرى، كاللبنانية أو العربيّة.

من بين مسائل كثيرة ساعد فيروس كورونا وتداعياته على الإشارة إليها بقوة، مسألة الفساد، هذا الغول اللامرئي الذي يترك آثاره أينما وجد، مخرّبا الاقتصاديات والبلدان. هنا قراءة في آليات مكافحة الفساد، ومدى استجابة بعضهم لها ومدى معارضة آخرين لها.

من الصعب أن يستسلم الطوارق للأمر الواقع، والقبول بما هم عليه من غبن وإجحاف وهدر حقوق، خصوصاً وأنهم شعب صلب وشرس، قاوم الاستعمار الفرنسي بضراوة، على الرغم من اللاتكافؤ في الأدوات والتقنيات العسكرية بين الطرفين.

تتجدّد سياسة ضرب اللغة العربية واجتثاثها من جنوب السودان، واستبدالها بالإنكليزية لغة إدارة وثقافة ومصير كياني وحضاري، ما يمكّن ذلك من ترسيخ الهوية الجديدة والمغايرة للدولة، بما يقطع نهائياً مع ماضيها ومحيطها العربي والإسلامي.

كانت الحقبة المكارثية فجوةً كبرى في الممارسة الديمقراطية الأميركية، لا لشيء، إلّا لأنها، في جلّها، قامت على المؤامرة، ونظرية المؤامرة، وإلى حدودٍ تكاد لا تصدّق، إذ اتهم مكارثي الشيوعية، مثلاً، بأنها "دينٌ جديد يستهدف ديننا المسيحي، وعلينا، بالتالي، محاربته وسحقه".

المؤسسات الغربية تتحفّظ في مساعدة المجموعات المسيّسة، أو التي تبدو كذلك، وتحثّ على عدم تسييس العمل الاجتماعي. ويمكن أن تسهم محبّة البشر، الشاملة والجديدة، في تآكل المؤسسات العامة في بلدان الشمال، مقدمة إلى الحكومات ذريعةً للتهرّب من مسؤولياتها في المساعدات.

السياسي الكبير لا يظهر إلّا في زمن الأزمات والحروب المعقدة، الطويلة والمتداخلة، بطولته تبدأ من هنا، من استيعاب عملية الصراع المعقّد وتاريخيته، واستيعاب طبيعة القوى والظروف المنتجة له، وأهدافها الحقيقية التي تقف خلف الشعارات التي يطلقها الأعداء المهاجمون له.

ثمة عالمان. عالم الجوع الذي يزداد عدد المنتمين له يوما بعد يوم، وعالم القلّة المحتكرة المدعومة من "مجموعة الثماني" و"صندوق النقد الدولي"... العالم الأول بدأ بالغليان، ما يضع العالم الثاني بمواجهة "جوع كافر" لن يعرف حدودا أو سدوداً، حال انفجاره

برزت منذ عقدين قضية استئجار دول غنية أو شركات عملاقة أراضيَ واسعة وخصبة من دول فقيرة بهدف زراعتها، مما دفع بعضهم إلى القول إننا أمام "استعمار زراعي". يلقي الكاتب أحمد فرحات الضوء في مقالته التالية على القضية، تحليلاً ونقداً

كمال يوسف الحاج الذي ولد في مراكش وجال في طفولته، في مصر وسورية، قبل أن يعود ليستقر في بلده لبنان، كان جبلةً إنسانية خاصة، قائمة على توازن فضاءات الثقافات العظيمة كلها، والمركبة بدورها على بنى التضادّ المعرفي الفلسفي الخلّاق.