شمسٌ ذاهبة إلى أحواض نعناع غيرنا وإلى أشجار زيتون وليمون غيرنا، وإلى أعناب غيرنا، وإلى صوامع غيرنا، وإلى بساتين غيرنا. عمّا يبحث الإنسان إذن، وماذا يريد؟
الوطن أن نمشي بحرّية وأن نعمل بحرّية وأن نتذكر أحبّتنا. كما أنّ الوطن غير السجن، فالسجون للعقاب والوطن للأحبّة. فقط يبقى الوطن من يصلح لأن يكونَ حبيبك.
بعد الستين، نحاول أن نشبع من تأمّل الكائنات الصغيرة التي فاتنا أن نتأمّلها ونحن نبحث عن أوهامنا في الكتابة والكتب، أو حتى نبحثُ عن أحقادنا كي تضحك علينا.
هل القارئ العادي هو ذلك العابر فوق الكتب والأرفف والمطبوعات والموضات، وكأنه يبحثُ عن خرافة ما تخصّه هو، أو محبّة طيبة وساذجة تليق به أو هو شيء أخر تماما؟
دائما كنت تحسّ، وأنت تتأمل الضعف أنه يشبه حكمة ما وتبتعد قدر الإمكان عن المناكفات، كي تتأمل كونك المجرّد بعيدا عن الثارات، وتأخذ ثأرك بالكتابة أولاً بأول.
الفلسطيني متورّط في الحياة والعيش وفي أن يحيا، وهو يحيا بالطبع بحسبتِه هو، حسبة كرامته وليس حسبة بنوك الدم، هو يعرف مقصَده وكرامته أكثر ممن يسعرون الدماء.