باسل الحاج جاسم

أصبحت طهران أكثر أهمية لموسكو الآن، مما كانت عليه سابقاً، مما يجعل من الصعب على موسكو ممارسة الضغط عليها، ما يعقّد علاقتها مع إسرائيل، خاصة في سورية.

جاء العمل الإرهابي الذي ضرب موسكو قبل أيام، والذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه، ليحرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد انتخابه لولاية جديدة.

من شأن الفوز الساحق في الانتخابات أن يمنح بوتين طابعا جديدا من الشرعية ويبعث رسالة واضحة مفادها بأن سياساته تجاه أوكرانيا والغرب عموماً تحظى بالدعم الكامل.

مع اقتراب الانتخابات الأميركية، واحتمال عودة ترامب، يدرك الأوروبيون الحاجة إلى إعادة التفكير في ما قد يكون عليه التزام أميركا تجاه أوروبا وأوكرانيا

يسلط الانتصار الانتخابي لليميني الشعبوي، خيرت فيلدرز، في هولندا الضوء على مسألة صعود اليمين في أوروبا، وعلاقة الأمر بمسألة الهجرة والدعم الأوروبي لأوكرانيا ضد روسيا، بما يطرح أسئلة أكبر، متعلْقة بكيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع الأمر.

يضع توسّع المواجهات في إطار الصراع العربي الإسرائيلي واشنطن أمام امتحان الحفاظ على صورتها قوة عسكرية أولى في العالم، واختبار قدرتها على دعم حليفيْن، إسرائيل وأوكرانيا، في حربيْن منفصلتين في آن واحد.

قال رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان "لا ينبغي لأرمينيا أن تعتمد فقط على روسيا في بناء الأمن الإستراتيجي، فقد تذوّقت البلاد بالفعل الثمار المرّة بسبب هذا الخطأ"، ولهذا أعلنت أرمينيا عن تنظيم مناورات عسكرية مع أميركا، الأمر الذي آثار حفيظة روسيا.

لن تكون الدول الأفريقية في منأى عن الضغوط الغربية للحد من التعاون العسكري مع موسكو، بالإضافة إلى حالة الاضطراب وعدم الاستقرار في بعضها، وتجعل إقامة تحالفات طويلة عملية معقدة، مع الاعتبار أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي تحاول تعزيز نفوذها في أفريقيا

ليس متوقّعاً أن يؤثر ذوبان الجليد في العلاقات بين تركيا والغرب على دفء العلاقات بين موسكو وأنقرة، بسبب اعتماد تركيا على واردات النفط والغاز الروسي، بالإضافة إلى أن موسكو طرف فاعل مهم في سورية.

الدعم الغربي العسكري، الذي جعل القوات الروسية تواجه مقاومةً شرسة في أوكرانيا، كشف عن أخطاء عملياتية كثيرة لدى الجيش الروسي، وجعل الصراع والسجال بين "فاغنر" ووزارة الدفاع يخرج عن السيطرة، وبلغ ذروته مع إعلان بريغوجين تمرّده.