كاتب أردني من مواليد 1974. صدرت له سبعة كتب، أبرزها: العرب ومستقبل الصين (بالعربية والصينية)، العلمانية المؤمنة، الماضوية: الخلل الحضاري في علاقة المسلمين بالإسلام، الحركة الطلابية الأردنية. رئيس مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية.
تبدو الأغلبية الحافظة أكثر اطمئناناً لإيمانها من الأقلية الفاهمة، فاليقين حرفة الجهلاء، لأنّ الجهل يمنح صاحبه ظنّاً بأنّ ما يحفظه من مسلّمات هو الحقيقة.
تتخذ الصين مواقف تكافئ مواقف الدول العربية التي اعترفت بإسرائيل وطبّعت معها منذ السبعينات، سراً وعلانية، وتواصل التجارة والعلاقات الاقتصادية الواسعة معها.
تبرع الصين في سياسة الاختباء فيما يتعلق بالحرب على غزّة، لأنها تجدها أفضل وسيلة لجعل الحرب حجراً إضافياً في مدماك إقناع العالم بضرورة تغيير النظام العالمي.
ثمّة أصوات كثيرة تعلو اليوم، معتبرة أن تبرؤها من العروبة يبرّر لها أخلاقيا عدم نجدة أهل غزة، بل ويصل بعضها إلى "تفهّم" موقف "إسرائيل" وسلوكها العدواني ضد غزّة.
تجنّبت بكين صداماً كان يمكن أن يقع لو تطوّر التنافس مع واشنطن. لكن واشنطن حققت نجاحاً أكبر في دفع الصين إلى مراجعة خطواتها المتسارعة لإقامة نظام عالمي جديد.
ما يجري في غزّة اليوم يمثل خلاصة تاريخ العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين. هو تكثيفٌ شديد لكل سقطاتنا في التخطيط والتنفيذ.
تسعي بكين إلى التدخل في مختلف ملفّات الصراع الدولي، وتريد أن تدلي بدلوها في شأن الصراع الأكثر تعقيداً في الشرق الأوسط، بمناسبة الحرب الإسرائيلية على غزّة، لكنها تفعل ذلك بتأنٍّ يتناسب مع إدراكها أنها ليست لاعباً أساسياً في السياسة الدولية.
نبدأ جدلنا ضد وجهة النظر الصهيونية من النقطة الثانية، لا من الأولى التي مفادها وجوب التعاطي مع الصراع في الشرق الأوسط بحياديةٍ تتأسّس على التساوي بين البشر المفضي إلى وجوب تحقيق العدالة، إذ يبدو أننا نفترض أن تلك النقطة الأولى متحقّقة حكماً.
تكشف لنا التغطية الغربية للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة بعد عملية طوفان الأقصى، أننا أمام كذب بلا حدود. ولكن ليست تلك المشكلة وحسب، بل السلاسة في الكذب، واستمراؤه، والمداومة عليه، بشكلٍ يوحي لسامعه بأنه ربما يكون حقيقة فعلاً.