الصحافة المكسيكية احتفت بمنح الجائزة إلى اللعبي، وصدّرت بعض الصحف الحدث في صفحاتها الأولى، وهذا يثير الشجون أكثر مما يثير الزهو. فإن كان المغرب لا يكرّم كبار كتّابه في حياتهم، فأي معنى لكل الضجيج والادعاءات التي تزخر بها حياتنا الثقافية؟
لعلّ تجربة المترجم السوري عبد القادر عبد اللي تؤكد تلك الفكرة القاسية ذات الأبعاد النبيلة بأن المترجم هو ذلك الجسر المنسيّ الذي يعبر عليه الأدب وقلّما يجري تذكّره. وفي حين تتطاول شهرة المؤلف يُحكم على المترجم العيش في الظلّ.
تعترف في خاطرك أن ذاكرة النساء أقوى في الاحتفاظ بخرائط الأمكنة، فلم يسبق أن تهت برفقتهن. تسأل القرطبي عن المسجد فيبتسم. عرف من سحنتك السمراء أنك عربي. يجيبك والابتسامة على وجهه لا تفارقه: الكاتدرائية؟ أقول مع نفسي هي أيضاً المسجد.
لا توجد برأينا لوحة باستطاعتها رسم مأساة مدينة حلب وحدها. 126 قتيلاً في الغيرنيكا كانت كافية لتمسّ ضمير العالم. أما الغيرنيكات السورية التي تساقطت فوقها براميل النظام وصواريخ أصدقائه الروس، وابتليت بـ"أعدقائه" الداعشيين، فإنها في ما يبدو عاجزة عن تحريكه.
أكثر ما كان لافتاً في "المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء"، الذي اختتم الأحد الماضي، هو العدد الكبير لزائريه. رفعت التظاهرة عناوين من قبيل التحفيز على القراءة وتقريب الكتاب من المواطنين. لكن كاد كل شيء يوحي بأن الربح هو الهدف الأسمى.
يقال إن الجملة الأولى مكمن قوة العمل السردي. ولهذا نجد في إسبانيا تقليداً لحفظ الجمل الأولى لأهم الروايات. في المقابل، كم شخصاً يتذكر بأي جملة تبدأ أهم الروايات العربية؟ وكم عدد الأعمال التي نجد فيها جملاً أولى قوية؟
كيف يحدث أن يُترجم كتاب يُعدّ أفضل عمل أدبي كُتب بالإسبانية عشوائياً، حيث لا نعلم هل ترجم إلى الفصحى أم إلى العامية؟ وإذا كان هذا يحدث معه، فما الذي يمكن أن يحدث مع كتب أخرى في واقع كهذا؟