واحدة من أهم تجليات التلويح بالقوة الناعمة فلسطينياً، بدت واضحة عقب إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، فتح تحقيق كامل بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي أفضى لارتباك إسرائيلي.
غابت فلسطين من أجندة الاهتمام العربي والإسلامي رسمياً وشعبياً لحساب الثورات في السودان ولبنان والعراق وحراك الجزائر، وباتت أخبار الربيع العربي في موجته الجديدة تتقدم الاهتمامات، بينما لم تعد القضية الفلسطينية محل اهتمام.
مر مشروع التطبيع بين العرب وإسرائيل بمراحل عديدة، منها ما هو علني ومنها السري، منها ما قطع شوطاً كبيراً وبعضها ما زال قيد التشكل، وبالتالي لم يبدأ الأمر منذ لحظة الإعلان أو الاشتراك في ورشة المنامة.
إذا كان وعد بلفور قد أعطى لليهود حقاً في فلسطين ووطناً قومياً، إلا أنه أبقى للفلسطينيين بعض الحق في أرضهم، فإن الوثيقة التي سربتها صحيفة "إسرائيل اليوم" تُنهي ذاك الحق الذي تركه وعد بلفور.
تعرضت مسيرات العودة لعملية تحول متعدد الأبعاد، فقد بدأت كفرة شبابية سلمية، لكن التحاق الفصائل بها للحد الذي أصبحت فيه عناوين ومكونات مسيرة العودة هم قيادات الفصائل، أفضى لحالة من الجمع بين نقيضين، الأول النضال السلمي، والثاني المقاومة المسلحة.
أُسدل الستار عن مؤتمر وارسو، لكن الستار رفع عن مشهد آخر مختلف في ملامحه وتبعاته، ويبدو أن بعض العرب قد رفعوا برقع الحياء فمضوا بعيداً في اقترابهم من إسرائيل.