أستاذة لبنانية في جامعة إيسيكس البريطانية. ترأست بحثا في تأثير عملية الانتقال السياسي على الإعلام المحلي في دول الثورات العربية. صحافية مستقلة ومدربة وخبيرة في التشريعات الاعلامية في العالم العربي.
تحوّلت أعداد الضحايا في غزّة إلى مناسبة لتبرير اللامبالاة عبر التشكيك بحجم المقتلة وعدد الضحايا، وهو نقاشٌ لا يتوقف في الدعاية الإسرائيلية وبعض الإعلام.
باتت تـظاهرة لندن ضد الإبادة في غزّة إحدى حلبات الصراع في ما تسمّى الحرب الثقافية بين المنادين بالهوية الثقافية الخاصة والخوف من ابتلاعها أو القضاء عليها.
تتعرّض مواقع أكاديمية لحملاتٍ شرسةٍ بسبب انتقادها الإبادة في غزّة ومناداتها بحلّ نظام الفصل العنصري في إسرائيل، مستهدفة مؤسّسات أو أقسام الأبحاث الشرق أوسطية.
تغيب السلطة الرابعة عن التغطية الميدانية، وتترك المهمة للمراسلين المحليين وممثلي مؤسسات الأمم المتحدة والفرق الطبية لنقل المعاناة الإنسانية غير المسبوقة في غزة.
قتل في حرب إسرائيل ضدّ قطاع غزة ما لا يقل عن 63 صحافيا وعاملا إعلاميا منذ اندلاع النزاع في 7 أكتوبر، بينهم ثلاثة لبنانيين. كما تعرض 19 صحافيا للاعتقال.
الأصوات الخارجة عن سردية الإجماع الإعلامي والسياسي لم تتوقّف عن التعبير، حتى في المرحلة الأولى. لن تتوقّف معركة السرديات، ومعها محاولات التخويف والاستهداف الشخصي للأصوات العالية. المهم أن لا يتوقف تضامن هذه الأصوات في نصرة سردية حقوقية لا بدّ منها.
نجح الخطاب السياسي الإسرائيلي والتأييد العالمي له في تقديم الضحايا الإسرائيليين أنهم أصحاب الحقّ في أن يكونوا ضحايا كاملين، في حين أن الضحايا الفلسطينيين "لا بد منهم"، أي أنهم ضحايا مصيرهم لا آلة الحرب الإسرائيلية.