لسنا تراثيين، أو رجعيين، أو حتى محافظين، بل خائفين. خائفين من طغيان الحاكم، من رصاصات الدولة، من طائرات العدو، ومن أسلحة الدمار الشامل، والخداع الشامل..
الوعي بحساسية العصر هو أحد أكثر القواسم المشتركة أهمية ً بين "الخالدين"، فإذا كان لزماننا صاحبة هي الأكثر إجادة في فهمه وتمثّله وتجسيده وصياغته، فهي أم كلثوم.
يفرّق كاتب هذه السطور بين رأس الدولة في مصر وهيكلها، ويكاد يجزم أن داخل هذا الهيكل من هم على مستوى انحيازات شعوبهم، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
من يعرف الشأن المصري جيّداً، أو على خفيف، يعرف بالضرورة أنه لا إمكانية لحلّ مسلّح في مصر، ولو افترضنا أن أحداً يريده، فلا بنيةَ تحتيةً، ولا حاضنةَ شعبيةً.
يعود النظام المصري، بعد هروب بشّار الأسد، ليخبرنا، عبر بعض حلفائه، إن الأولوية في السنوات الماضية كانت لبناء الدولة والقضاء على الإرهاب، وأن ذلك قد تحقّق (!).
استطاعت الدولة الحديثة توظيف الدين لخدمة أهدافها، بطرق أكثر ذكاء، فتحوّل الدين من دافع الحرب في دولة القرون الوسطى، إلى "الشرّير" في رواية الدولة الحديثة.
يتحوّل المثقّف "زمبلكاً" حين يتحوّل عقله قطعة زنبرك، وتتحوّل العلامات في ذهنه مُجرَّد أزرار، فلا وعيَ لينتج قراءة، ولا فهمَ، أو محاولةً للفهم، ليجعلها نقديةً.