ملاهي بغداد... المورد الثاني للمليشيات بعد الخطف

ملاهي بغداد... المورد الثاني للمليشيات بعد الخطف

09 اغسطس 2017
مليشيات وأحزاب تتقاسم واردات الملاهي (Getty)
+ الخط -


أثار قرار القوات العراقية إغلاق أكثر من 40 ملهى ونادياً ليلياً في بغداد غضب فصائل مسلحة ومليشيات مختلفة، وعادت لتفتتح بعض الأماكن المغلقة أمام أنظار الأمن العراقي الذي لم يحرّك ساكناً، وفيما يقول برلمانيون إنّ مليشيات وأحزاباً سياسية تتقاسم واردات الملاهي والنوادي الليلية يؤكد ضبّاط أن هذه الأماكن أصبحت المورد الثاني للمليشيات بعد عمليات الخطف.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الأربعاء، إنّ القوات العراقية قامت الليلة الماضية بإغلاق أكثر من 40 ملهى ونادياً ليلياً في منطقتي المنصور والعرصات بالعاصمة العراقية بغداد، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "الإغلاق تم بعد ورود معلومات ووثائق وصور عن وجود ممارسات غير أخلاقية في هذه الأماكن التي أصبحت مرتعاً للعصابات والسلوكات المشبوهة".

وأشار إلى أن جميع الأماكن المغلقة لم تحصل على التراخيص الرسمية للقيام بعملها، مؤكداً أن الإغلاق جرى عن طريق وضع الشمع الأحمر، وأنه تم اعتقال بعض أصحاب النوادي والملاهي المغلقة الذين عُثر على مواد مخدرة وممنوعة في محالهم.

وأضاف "بعد نحو ثماني ساعات على إغلاق هذه الأماكن قامت قوة كبيرة من مليشيا الحشد الشعبي صباح اليوم بافتتاح أكثر من عشر ملاهٍ في منطقتي شارع أبو جعفر المنصور في حي المنصور، وشارع السفارات بحي العرصات"، مبيناً أن هذا "الأمر تم أمام أعين القوات الأمنية التي لم تحرّك ساكناً أمام ما جرى".

ويقول أصحاب محال تجارية ومواطنون يسكنون بالقرب من ملاهي ونوادي بغداد الليلية، إنّ هذه الأماكن تحوّلت إلى موارد مالية للمليشيات التي تتكفّل بحماية القائمين عليها من الاعتداء أو الاعتقال.


ويوضح علي صبحي، وهو صاحب معرض لبيع السيارات في حي المنصور، أن عناصر من مليشيات "عصائب أهل الحق، وحزب الله العراقي، والنجباء، ومليشيات أخرى" يتولّون حماية هذه المناطق مقابل مبالغ مالية كبيرة تراوح بين ألف وخمسة آلاف دولار في الليلة الواحدة.

ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن "مئات الملاهي الليلية انتشرت بشكل مخيف خلال العام الماضي بحماية المليشيات"، مؤكداً تقسيم مهام الحماية بين الفصائل المسلحة، إذ تتولّى مليشيا "عصائب أهل الحق" حماية ملاهٍ ونوادٍ وحانات في شارع أبو جعفر المنصور، في حين تخضع أماكن شارع 14 رمضان بحي المنصور لسيطرة مليشيا "حزب الله العراقي"، ونوادي وملاهي شارع الأميرات في حي المنصور لمليشيا "النجباء".

وكشف عضو البرلمان العراقي عن "التحالف المدني العراقي" فائق الشيخ علي، في وقت سابق، عن وجود مليشيات وأحزاب سياسية عراقية تقوم بحماية الملاهي والبارات وصالات "القمار" مقابل حصولها على مبالغ مالية، موضحاً أن الأحزاب، والتي تمتلك مليشيات وعناصر مسلحة، تتقاسم واردات هذه الأماكن.

وفي السياق، قال ضابط برتبة نقيب في الشرطة الاتحادية العراقية لـ"العربي الجديد"، إنّ المليشيات لا يمكن أن تتخلّى عن سيطرتها على الملاهي والنوادي الليلية؛ لأنها تمثل المورد المالي الثاني لها بعد عمليات الخطف، مؤكداً أن التضييق الذي حصل على مليشيات الخطف في بعض مناطق بغداد دفعها إلى تبنّي حماية هذه الأماكن مقابل مبالغ مالية كبيرة.