واشنطن تسلّم تونس دفعة من الأسلحة البحرية "لمكافحة الإرهاب"

واشنطن تسلّم تونس دفعة من الأسلحة البحرية "لمكافحة الإرهاب"

17 يناير 2017
الدفعة الثالثة ضمن أربع دفعات (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -



تسلّمت القوات البحرية التونسية، من الولايات المتحدة الأميركية، زورقين عسكريين سريعين، في إطار التعاون العسكري التونسي الأميركي، وذلك خلال حفل استلام، أمس الإثنين، في القاعدة البحرية الرئيسية في بنزرت، بحضور وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني، والسفير الأميركي دانيال روبنشتاين.

يُعرف الزورقان الجديدان باسم "الجوالات 65 قدم"، من صناعة الشركة الأميركية المتخصصة في الصناعات البحرية العسكرية "سيف بوت إنترناشونال"، ويبلغ طول الزورق الواحد منهما أكثر من 20 متراً بعرض خمسة أمتار وسرعة نحو 50 عقدة، مع تميّزه بمنظومة ملاحة مندمجة تحتوي على خريطة رقمية، ومنظومة تحديد المواقع وتحديد العمق، ورادار، بالإضافة لمنظومة مراقبة مجّهزة بكاميرات.

وقال روبنشتاين، في تصريح صحافي، إنّ "واشنطن تقف إلى جانب تونس في هذا الوقت العصيب"، مؤكداً عزم بلاده منح المعدّات العسكرية اللازمة للمساعدة في "مكافحة الإرهاب"، موضحاً أنّ الزورقين اللذين تم تسليمهما يمثّلان دفعة جديدة ضمن مجموعة تضم 26 زورقاً كانت تونس قد تقدّمت بطلبها عام 2012.

كذلك أكّد السفير الأميركي العمل على تجهيز 13 محطّة رادار على امتداد السواحل التونسية، ما سيعزّز وجود البحريّة التونسية والرفع من قدراتها في المياه الإقليمية، لافتاً إلى إشراك تونس في مناورات "فينيكس إكسبرس" خلال الربيع هذا العام، وهي تدريبات بحرية ستجرى غرب البحر الأبيض المتوسّط بمشاركة أكثر من 12 قوّة بحرية من دول المتوسط.

وستركّز التدريبات على عمليات الاعتراض البحرية الإقليمية وتنفيذها، وفقاً للقانون البحري الدولي، وعلى الإحاطة بالمجال البحري، وعلى قدرات تبادل المعلومات.

وأشار روبنشتاين إلى أنّ بلاده ستدعم تونس على الصعيد العسكري برّاً أيضاً، عبر تركيز منظومة أمنية وعسكرية حدودية على حدود تونس الشرقية، ومدّها بالمعدّات وتدريب وحداتها العسكرية، لكشف العُبوات الناسفة يدوية الصنع ومواجهتها.

وقال إنّ الدعم الجوي يتجلّى من خلال تكثيف تدريب الوحدات العسكرية التونسية، ومدّها بالتجهيزات التي ستتيح للقوات الجوية الاندماج، والعمل جنباً إلى جنب مع قوّاتها البرّية.

وتواصل الولايات المتحدة دفعاتها من الأسلحة إلى تونس شريكها المتوسطي ذي الموقع الاستراتيجي، ومنحتها على أساسه عام 2015 صفة الحليف المتميّز السادس عشر لحلف شمال الأطلسي (من خارج الناتو).

الدعم العسكري الأميركي اللافت يعيده بعض الخبراء إلى موقع تونس الجغرافي، والذي جعلها تتمتّع بامتيازات تتمثل أساساً في الدعم الأمني والعسكري واللوجستي والمعلوماتي والمخابراتي، فضلاً عن تمكين الدولة من اقتناء أسلحة ذات تقنيات متطورة، كانت محظورة عليها سابقاً، نظراً إلى أنّ هذه الأسلحة لا يتم اقتناؤها إلا من "الحلفاء الاستراتيجيين" للولايات المتحدة.

من جهته، قال الوزير الحرشاني إنّ "الزوارق السريعة تعدّ إحدى لبنات التعاون الثنائي بين البلدين، وتجسد متانة العلاقات التاريخية بين تونس والولايات المتحدة، والتي تسودها الثقة المتبادلة والرؤى المتقاربة حول مختلف القضايا، بما في ذلك الأمنية، والالتزام المشترك بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان".

وأوضح الحرشاني أنّ هذه الدفعة تعدّ الثالثة ضمن برنامج يضم أربع دفعات (من جملة 26 زورقاً)، "من أجل حماية الحدود البحرية التونسية من كل المخاطر الإرهابية، والتصدّي الفاعل لظواهر التهريب والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة، وإنقاذ الأرواح البشرية بالبحر، بحسب قوله.

وكشف الوزير التونسي أنّه إلى جانب دعم واشنطن للمؤسسة العسكرية بالتجهيزات أو التكوين العسكري، من المنتظر في إطار الشراكة بين البلدين، العمل على النهوض بالبنية التحتية للمؤسسة العسكرية، عبر إرساء خطة استراتيجية والإحاطة بالعسكريين، خلال الفترة الممتدة من 2017 وحتى عام 2020.