اليمن: اتهامات لهادي باستخدام ورقة التعيينات لشراء صمت المعارضين

اليمن: اتهامات لهادي باستخدام ورقة التعيينات لشراء صمت المعارضين

17 فبراير 2014
هادي يهدف إلى ضمان صمت أكبر قدر من السياسيين
+ الخط -

ظل لغز بقاء 39 سفارة لليمن من دون تعيين سفراء جدد لها منذ قرابة عامين، محيراً للمراقبين في اليمن. البعض يعزو الأمر إلى خلافات بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وسلفه علي عبد الله صالح، المتحكم بحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي تقع حقيبة الخارجية في حصته، ويمثله فيها أبو بكر القربي.
لكن ذلك قد لا يكون السبب الوحيد. هناك من يرى أن عدم تعيين سفراء جدد حتى اللحظة يأتي لهدف آخر يريده هادي.
الباحث السياسي، عبدالناصر المودع، المعارض لقرار تقسيم اليمن إلى ٦ أقاليم (٤ في الشمال، ٢ في الجنوب)، رأى في حديث لـ"الجديد"، أن صمت السياسيين، الذين لا بد أن الكثير منهم يعلم بخطورة ما يجري من تقسيم للبلاد، يأتي بسبب حجم المناصب الشاغرة في مؤسسات الدولة. ويعتبر أن هؤلاء يتصرفون وكأنهم بانتظار تعيينهم، ولا يصرّحون بأي انتقادات حتى لا يتم استبعادهم من التعيينات التي يتوهمون أنهم سيكونون جزءاً منها.
ويشير إلى أن مناصب السفراء وتأجيل تعيينهم لأكثر من عام هو ضمن سياسة تحييد وتخدير الطامحين لهذه المناصب، أو الأحزاب الطامحة بنصيب وافر.
بدوره، يوضح أحد السياسيين المحسوبين على حزب المؤتمر، وقد فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"الجديد"، أن هادي أوجد ما يمكن اعتباره جهاز شائعات تطمينية غير واقعية هدفه ضمان صمت أكبر قدر من السياسيين الذين ينتظرون سماع قرار تعيينهم في نشرة التاسعة على قناة اليمن الرسمية.
ويعتبر أن هناك مئات وربما آلافاً من اليمنيين يعلقون آمالهم على مناصب ومهام متوقعة، بينما هي في الحقيقة تستعمل كمخدر لتحييد الكثير من السياسيين إلى حين.
ويتوقع أن تكون "النتيجة صادمة" لأكثرهم بطبيعة الحال.
وأضاف أن لديه معلومات أن بعض المناصب تم وعد أكثر من شخص بها. أما عن الاسماء المتطلعة للتعيين، فيتصدرها شاغلو الوظائف الحكومية سابقاً وكذلك حزبيون من الذين وقفوا مع الثورة الشبابية. وهناك هستيريا إعلامية لدى بعض الشخصيات اليمنية المتطلعة للتعيين، إذ لا تكف عن القيام بتسريب معلومات للمواقع الإخبارية عن قرب تعيينها في سفارة كذا أو وزارة كذا. وتتداول الأنباء اسم وزير النفط الأسبق خالد بحاح سفيراً في واشنطن خلفا لعبدالوهاب الحجري صهر صالح، وعدنان الجفري لسفارة الرياض خلفاً لمحمد الأحول الذي وافته المنية الشهر الماضي في عدن.

الطموح لا يقتصر على تولي منصب في إحدى السفارات، اذ يضاف إلى كل ذلك لعبة ابتكار مناصب جديدة غير فاعلة ولا واردة في لوائح الوظيفة العامة، أو توسيع حيز مناصب أخرى كالمستشارين، على غرار قرار هادي، الأحد، بتعيين 3 مستشارين جدد له، هم كل من رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، محمد عبدالله اليدومي، والأمين العام للحزب الناصري في اليمن، سلطان حزام العتواني، بالإضافة إلى وزير الداخلية السابق رشاد محمد العليمي، المحسوب على حزب المؤتمر الذي يرأسه صالح.
كذلك تحدث السياسي اليمني عن "حيلة" توسيع مناصب وكلاء الوزارات والمحافظات بغرض تمرير سياسات هادي دون معارضة كبيرة ومؤثرة. ويعتبر أن سياسة ابتكار وتوسيع المناصب ليست اختراعاً جديداً للنظام الحالي بل هي امتداد لسياسة النظام السابق الذي بلغ عدد وكلاء إحدى المحافظات في عهده، 20 وكيلًا.

وكان مصدر في الخارجية اليمنية عزا في وقت سابق تأخر تعيين السفراء الى كون الخارجية أصبحت معقلاً للتعيينات العائلية للأقارب والأصدقاء، وأن تعيين سفراء جدد مرهون بتطبيق قرار بإحالة أكثر من 150 دبلوماسياً ما بين سفير ومستشار ووزير مفوض، الى التقاعد، معظمهم موالون للنظام السابق.
من جهته، يوضح أحد مسؤولي وزارة الخارجية، ممن تواصلت معهم "الجديد"، أن أبرز السفارات الشاغرة تتوزع على الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، تركيا، مصر، لبنان، قطر، السعودية، سوريا، أثيوبيا، ألمانيا. هذا عدا عن طابور طويل ينتظر تعيينات كملحقين عسكريين وثقافيين وقناصل، فضلاً عن أن عدداً من السفراء تم التمديد لهم رغم انتهاء فترة عملهم، كما هو حال سفيري اليمن بأثيوبيا ومصر.


بدوره، قال السفير السابق في سوريا، عبدالوهاب طواف، لـ"الجديد"، إن اليمن ليس لديه سفراء "حالياً سوى في بريطانيا، موريتانيا، ايطاليا، الامم المتحدة، اسبانيا، الهند، الجامعة العربية والإمارات".

ولم يصدر الرئيس هادي منذ توليه الرئاسة سوى قرارات تعيين قليلة في السلك الدبلوماسي، ابرزها تعيين نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح سفيراً لدى الامارات، ونجلي شقيقه عمار وطارق محمد عبدالله صالح، ملحقين عسكريين بأثيوبيا وألمانيا، وأحد أنجال الشيخ الأحمر هاشم الأحمر ملحقاً عسكرياً بالسعودية. ولم تأت الموافقة طيلة الفترة المحددة للموافقة (3 أشهر) من برلين والرياض على تعيين طارق وهاشم الأمر الذي يعد "رفضاً مهذباً".

دلالات

المساهمون