"فرانس 24" تدفع ثمن العلاقات المتوترة بين فرنسا والمغرب

"فرانس 24" تدفع ثمن العلاقات المتوترة بين فرنسا والمغرب

24 يناير 2015
+ الخط -

توترت العلاقات بين القناة الفرنسية "فرانس 24" والسلطات المغربية، أمس الجمعة، حيث منعت المملكة طاقما صحافيًا للقناة من تصوير برنامج "حديث العواصم"، تقديم الصحافي المغربي، جمال بودومة، وكان موضوعه يدور حول السخرية في الإعلام، بدعوى أن "التصوير تم بدون رخصة وفي سرية".

وتعرض الطاقم الصحافي لقناة "فرانس 24" لمصادرة كاميراتهم من طرف رجال الأمن المغاربة في أحد الفنادق بالرباط، حيث طلبوا منهم أوراق هويتهم، ورخصة التصوير، قبل أن يطالبوهم بمغادرة المكان، ومنع تصوير الحلقة المعدة حول السخرية في المغرب.

ويرى مراقبون أن هذا المنع من طرف المغرب لبرنامج كانت تعمد "فرانس 24" إلى تصويره في الرباط، يأتي في سياق توتر دبلوماسي مستمر بين المغرب وفرنسا، لكن أيضا بسبب بث القناة الفرنسية أخيرا لحوار مع معارض مغربي يتهم السلطات المغربية بتعذيبه.

وأكد بعض أعضاء الطاقم الصحافي لقناة "فرانس 24"، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأمر يعد تصرفا غير مقبول من طرف السلطات المغربية، حيث تم احتجاز الصحافيين في الفندق، ومصادرة معدات تسجيلهم، قبل أن يتم إبلاغهم بمنع تصويرهم للحلقة.

وأكدت القناة الفرنسية، في بلاغ لها، اطلعت عليه "العربي الجديد"، أن برنامج "حديث

العواصم"، الذي يقدمه الصحافي بودومة كل أسبوع، كانت حلقته المقبلة مبرمجة من المغرب، كما هو الأمر كل شهرين بوتيرة معتادة منذ أكثر من سنة.

وأفادت القناة الفرنسية بأنه "لأول مرة طلبت سلطات الأمن المغربية ترخيصا للتصوير عند نهاية تسجيل حلقة البرنامج، وفي ظل غياب هذه الوثيقة تمّت مصادرة شريط التصوير، وتمكن الصحافي من مغادرة المكان".

وأبدت قناة "فرانس 24" أسفها من منع تصوير برنامج لها في الرباط، "بينما كل الحلقات السابقة سُجلت في ظروف جيدة من دون أية إجراءات إدارية"، وفق تعبير البلاغ الصحافي للقناة الفرنسية.

ومن جهتها، أوضحت السلطات المغربية أنها "ضبطت طاقما صحافيا تابعا لقناة فرانس 24 وهو يقوم بتصوير برنامج بطريقة سرية في إحدى الفيلات بالرباط، مبرزة أن التصوير تم "بدون الحصول على رخصة، وبدون توفر بطاقات الاعتماد الصحافية".

وأوردت السلطات المحلية في الرباط أن "الطاقم الصحافي رفض تقديم أي وثيقة تثبت هويته، أو أي رخصة تسمح بإنجاز البرنامج المذكور، وضيوف اللقاء رفضوا مغادرة الفيلا إلا بعد معالجة المشكلة مع الطاقم الصحافي".

ويأتي هذا المنع في خضم أزمة الرباط وباريس، وتأجيل وزير الخارجية المغربية زيارته التي كانت مرتقبة الجمعة إلى فرنسا، بسبب "عدم إحراز أي تقدم في المشاورات" الدبلوماسية لتجاوز الأزمة، حسبما أفادت الرباط.

وبحسب "فرانس برس"، جمّد المغرب التعاون القضائي والأمني مع فرنسا منذ 20 فبراير/شباط الماضي، حينما أقدمت الشرطة الفرنسية على استدعاء عبداللطيف الحموشي مدير المخابرات المغربية الداخلية، من مقر إقامة السفير المغربي في باريس، خلال زيارة رسمية، وذلك ليمثل أمام القضاء إثر شكوى تتهمه بالتعذيب من طرف ملاكم مغربي مقيم في فرنسا.

المساهمون