أقدم كتب الطبخ في العالم

أقدم كتب الطبخ في العالم

13 سبتمبر 2014
خبز "العروق" ميراث العصر البابلي (العربي الجديد)
+ الخط -
لا بدّ أنّ نساء كثيرات تساءلنَ، وهنَّ يفتحنَ كتب الطبخ، عن اسم أقدم كتاب طبخ في العالم وأقدم الوصفات المكتوبة فيه. ومن دفعهنّ الفضول إلى البحث قد تفاجأنَ بالتأكيد حين وجدنَ أنّ الشواهد التاريخية تفيد بأنّ أقدم هذه الكتب يعود إلى الحضارة البابلية، وعمره أربعة آلاف عام قبل الميلاد. 

هذا الكتاب موجود حاليا في جامعة بيل بالولايات المتحدة الأميركية، بعدما اكتشفه عالم آثار فرنسي يدعى "جان بوتيرو" حين قام بترجمة بعض الألواح المسمارية.

يقدّم هذا الكتاب، المكوّن من ثلاثة ألواح من الطين، 35 وصفة متنوّعة بين المالح والحلو، كما يثبت أهمية بعض الأكلات ونسبها، منها "الخبز"، الذي يظهر في ملحمة كلكامش أيضا، مما يؤكّد أصوله البابلية.

كانت منطقة بلاد الرافدين الخصبة تعتمد على الزراعة، مما جعلها غنيّة بحقول القمح، وكان من الطبيعي أن يكون المادّة الرئيسية التي اعتمد عليها السكان في صناعة الطعام. فنجد وصفات ما تزال إلى يومنا هذا تُطبخ في العراق، على رأسها "خبز العروق"، وهو خبز معجون باللحم، إضافة إلى "التشريب" و أنواع "المرق" التي ما زال العراقيون يدمنونها.

كما نجد وصفات "كعاتو"، وهي كلمة تعني "الكعك"، وكان يُصنع من مزج السكر بالطحين، ويتطرّق "الكتاب" الألواح أيضا إلى استخدام التوابل والخمور وأنواع من الشراب.

أما في أوروبا، فنجد أنّ أقدم كتاب طبخ هو "كتاب شعر" أو ديوان للشاعر الإغريقي "أركسترتوس"، الذي يقال إنّه كتب أكثر من ألف قصيدة حول حبّه الطعام، وذلك نحو 400 عام قبل الميلاد.

ويروي هذا الشاعر داخل قصيدته بعض الوصفات وطريقة تحضيرها، بعدما جمعها خلال رحلته بين بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد أطلق على الكتاب اسم "جاسترونوميا"، وهي الكلمة التي أصبحت الآن تعني "فنّ الطبخ".

غير أنّ كتاب "آبيكوس"، لمؤلفه الروماني "كايوس ماتيوس"، استطاع أن يكون أشهر وأوضح من الكتاب السابق، إذ حوى عشرة مجلّدات كاملة مقسّمة وفق مكوّنات الطبخة، وتمّ تناقله خلال القرون الوسطى ليتحوّل إلى أشهر كتاب طبخ أوروبي.

نجد بعده عددًا كبيرًا من كتب الطبخ التي يتمّ تناقلها بين حضارات العالم المختلفة. ففي الصين نجد "التوفو هايكوشي" الذي كُتِبَ في عام 1782 ويعرض 100 وصفة تعتمد على "التوفو"، وهو نوع جبن يُصنَع من حليب الصويا.

وفي ألمانيا نجد "كتاب الطبخ الطيّب" الذي يعود إلى عام 1350 بعد الميلاد، ويحتوي على 96 وصفة سهلة، وكان موجّها بصفة خاصّة إلى طبقة النبلاء، ويعرض استخدام مختلف أنواع التوابل.

أما في فرنسا، التي تشتهر بجودة مطبخها، فهناك عدد كبير من الكتب التي تحتلّ الصدارة، منها: "فتح المطبخ" 1604، و"كتاب مطبخ السيدة آن سانت آنج" 1927، و"لاروس فن الطبخ" 1938، و"المطبخ للجميع" 1932، و"الآنسانموني" الذي يُنسَب إلى الطبيب الكبير هنري دو ماندوفيل في بداية القرن الرابع عشر. وهي الفترة ذاتها التي تمّ خلالها تأليف كتاب الطبخ الإنجليزي الأكثر شهرة وهو "الفورم أوف كوري".

أما في البلاد العربية فقد حافظ العراق على اختراعه الأوّل، إذ شهد العصر العباسي ولادة "كتاب الطبيخ" لابن سيّار الوراق في القرن العاشر، و"كتاب الطبخ" في عام 1226 لمحمد بن حسن البغدادي. قبل أن تغزو موضة طبع هذا النوع من الكتب العالم كلّه.

المساهمون