أميركا تلاحق الصين في اقتناص ثروات القارة "السمراء"

أميركا تلاحق الصين في اقتناص ثروات القارة "السمراء"

04 اغسطس 2014
أوباما خلال لقائه بالقادة الشباب بأفريقيا الشهر الماضي(فرانس برس/getty)
+ الخط -

تستضيف الولايات المتحدة الأميركية على مدار الأيام الثلاثة المقبلة أول قمة تعقدها مع دول القارة الأفريقية، فيما يرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي رد فعل على الحضور المتنامي للصين في القارة السمراء الغنية بالنفط والمعادن.
ووجهت الإدارة الأميركية الدعوة لخمسين من القادة الإفريقيين، لحضور القمة، التي تعقد بواشنطن غداً الإثنين، ولمدة ثلاثة أيام، تحت عنوان "الاستثمار في الجيل القادم".

والقمة هي الأولى من نوعها، التي تعقد بين الولايات المتحدة، ودول القارة السمراء، وطُرحت فكرتها لدى جولة الرئيس الأميركي باراك أوباما، العام الماضي في أفريقيا.

واستثنت دعوات الولايات المتحدة أربع دول، هي السودان وزيمبابوي وأرتيريا، وأفريقيا الوسطى، كونها تخضع لعقوبات أميركية أو دولية.

وأعلنت الولايات المتحدة أن رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، ورئيس سيراليون إرنست باي كوروما ألغيا مشاركتهما بسبب اجتياح وباء إيبولا للبلاد.
ودعيت مصر في وقت متأخر عن باقي الدول، إلا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أحجم عن قبول الدعوة، وأرسل رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب ممثلا عن البلاد.

وتبحث القمة قضايا عدة أبرزها التعاون الاقتصادي، بين القارة النامية بقوة والقوة الاقتصادية الأولى عالميا، وتركز القمة على قضايا مثل الزراعة، والبنية التحتية، التبادل التجاري، وقضايا أخرى ذات طابع سياسي مثل الحكم، والتهديدات الأمنية، والديمقراطية.

وتحاول الولايات المتحدة التقرب إلى القارة السمراء، خاصة مع تسابق عالمي لغزو أفريقيا اقتصاديا، فقد عقدت الصين، والهند، واليابان، وحتى أوروبا قمما مماثلة جمعتها ودول القارة الصاعدة، لبحث قضايا التعاون الاقتصادي.

وأسفرت جولة رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، إلى أفريقيا، في مايو/أيار الماضي، والتي شملت أثيوبيا ونيجيريا وأنجولا وكينيا، عن تعهدات مالية بتمويل بمليارات الدولارات لمشروعات التنمية، وخاصة البنية التحتية والطاقة في القارة الأفريقية.
ورغم أن الولايات المتحدة مازالت تستثمر في أفريقيا أكثر من أي منطقة أخرى، إلا أن حجم التجارة بين الصين وأفريقيا الآن تجاوز نظيرتها بين الولايات المتحدة والقارة السمراء وذلك منذ عام 2009.

وأورد تقرير أصدرته اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، مطلع الشهر الحالي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن التجارة بين الدول الأفريقية مع الصين مثلت 60% من إجمالي التعاملات التجارية لدول القارة. 

وأظهرت أرقام أصدرها معهد بروكينجز مؤخرا، أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية، بلغ 60 مليار دولار، في حين تصل حجم التجارة بين الصين وأفريقيا، إلى 170 مليار دولار في عام 2013.

واتهمت الولايات المتحدة على لسان أكثر من مسؤول بها، الصين، بأنها تسعى للحصول على موارد القارة السمراء عبر المساعدات التي تقدمها بكين إلى دول القارة، في حين أن مساعدات الولايات المتحدة لا تسعى إلى ذلك.

وتعهد رئيس الوزراء الصيني، بتخصيص نصف ميزانية المساعدات الخارجية الصينية سنويا لبلدان إفريقية، بما يصل إلى نحو 3.2 مليار دولار على الأقل من إجمالي المساعدات الخارجية التي تبلغ 6.4 مليار دولار.

 وتقدم بريطانيا مساعدات لأفريقيا بنحو 2.7 مليار دولار، واليابان 1.8 مليار دولار وأميركا 6.6 مليار دولار، وفقا لبيانات حديثة صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية، في أفريقيا 56 مليار دولار، في عام 2013، بارتفاع قدره 6.8 % مقارنة بعام 2012، فقد بلغت 53 مليار دولار، وفقا لبيانات الأونكتاد (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية).
وأظهر مسح أجرته مؤسسة "إرنست آند يونج" المتخصصة في الخدمات المالية، في مايو/أيار الماضي، أن الولايات المتحدة احتلت المركز الثاني، في قائمة الدول التي تقوم بالاستثمار المباشر في أفريقيا، بنصيب 78 مشروعا في عام 2013 بانخفاض 20 % عن عام 2012.

ويقول مسؤولون أميركيون، إن من المأمول أن تسلط القمة الضوء على مدى اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة سريعة النمو، وذلك عن طريق سلسلة من اتفاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التجارة والاستثمار.

لكن مسؤولو الإدارة هونوا من التساؤل عما إذا كانت القمة رد فعل على الحضور المتنامي للصين في المنطقة، مشددين على أن المصالح الأميركية تتجاوز النفط والمعادن الأفريقية التي ينصب اهتمام الصين عليها.
وقال راجيف شاه مدير وكالة التنمية الدولية الأميركية لرويترز "ستسمعون أخباراً جيدة في مجالات الزراعة والغذاء والكهرباء والطاقة.. سنثبت أن لدينا طموحات كبيرة، نحن وشركاؤنا الأفارقة والقطاع الخاص".

 

 

المساهمون