غربيون ينتظرون النفط عند 30 دولاراً وأوبك مطمئنة

غربيون ينتظرون النفط عند 30 دولاراً وأوبك مطمئنة

28 يناير 2015
حقل نفط صخري أميركي (Getty)
+ الخط -
لا يزال الغموض يكتنف سوق النفط، رغم دخول عام 2015، الذي راهن أغلب المراقبين على أنه سيحل لغز مسار مستويات أسعار النفط، الذي فشل صُنّاع السوق في التنبؤ به على مدار الأشهر الستة الماضية، وهو ما دفع كبار المنتجين إلى اتخاذ إجراءات تقشفية، فضلاً عن تأجيل مشروعات مهمة في قطاع النفط، في إشارة إلى أن أمد الأسعار المتدنية قد يطول.
غير أن ثمة تصريحات من هنا وهناك، تحمل مؤشرات على أن النفط قد يستغرق أعواما للعودة إلى المستويات التي كان عليها قبل ستة أشهر من الآن، ما يعني استمرار الأسعار في مستوياتها المتدنية الحالية.
وهبطت أسعار النفط نحو 70 دولاراً للبرميل منذ يونيو/حزيران الماضي، إلى أدنى مستوياتها في نحو ست سنوات، واقتربت في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري من 45 دولاراً للبرميل، ليخيم الغموض على آفاق المنتجين، ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي الست، التي تمثل فيها إيرادات الحكومة من مبيعات النفط والغاز محركا للنمو الاقتصادي.
وأشار جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، في كلمة في قمة أمن الطاقة في الكاريبي، أمس، إلى أنه من المحتمل أن تظل أسعار النفط العالمية منخفضة خلال السنوات القليلة المقبلة، قائلاً: "النفط الآن دون 50 دولاراً للبرميل. ومن المحتمل أن تبقى الأسعار منخفضة نسبيا على الأقل في الأجل القريب في السنوات القليلة المقبلة".
وقال جاري كوهين، رئيس مجموعة جولد مان ساكس، إنه من المتوقع أن يواصل النفط تراجعه، ليصل إلى 30 دولارا للبرميل.
وأضاف في لقاء تلفزيوني مع محطة "سي إن بي سي" العالمية، أمس، أن المستهلكين والدول المنتجة للنفط في مواقع مختلفة مما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية.
وفي ذات السياق، دعمت صناديق تحوط رهانها بأن أسعار النفط سوف تواصل الهبوط بعد نمو الإمدادات الأميركية بأكبر وتيرة منذ عام 2001.

وقال جون كيلديف، شريك صندوق التحوط الأميركي "كابيتال إل إل سي"، أمس، إن أسعار النفط سوف تواصل خسائرها، ولا زالت الإشارات تؤكد عدم وجود أي ارتداد قوي.
وخفض بنك يو بي إس الاستثماري أمس توقعاته لأسعار النفط القياسية للعام الحالي والقادم.
ومقابل التوقعات الغربية بأن سعر النفط لن يشهد تحسنا في المدى القصير وربما المتوسط، تبدو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) مطمئنة، ولا تتوقع أن تسجل أسعار النفط مزيدا من التراجع، إذ ليس بمقدور منتجي النفط الصخري في أميركا الشمالية، تحمّل مزيد من هذا التراجع، فضلا عن تحركات من بعض المنتجين الكبار، ومن بينهم روسيا أكبر منتج في العالم، تؤشر إلى خفض الإنتاج، لامتصاص التخمة في المعروض.
وقال الأمين العام لـ"أوبك"، عبدالله البدري، أمس الأول، إن أسعار النفط عند المستويات الحالية ربما بلغت أدنى درجات الهبوط، وقد تتحرك صعودا في وقت قريب جدا، وذلك في أول تعليق علني له يشير إلى أن ثاني أكبر هبوط على الإطلاق في أسعار النفط ربما بلغ نهايته.
ودفاعا عن قرار المنظمة بالإبقاء على سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا وعدم خفضه، حذر البدري من أن أي خفض في الإنتاج سيؤدي إلى طاقة إنتاجية فائضة، وتراجع في الاستثمارات، ونقص في نهاية المطاف، وصعود كبير في الأسعار لتتجاوز مستويات 2008 حينما صعد النفط فوق 147 دولارا للبرميل.
لكن تطمينات البدري، تقابلها مخاوف خليجية مشروعة، من استمرار تهاوي الأسعار. وقال خالد الخاطر، مدير إدارة البحوث والسياسة النقدية في مصرف قطر المركزي، إذا استمر انخفاض أسعار النفط في الأمد المتوسط فأكثر وبدأ الاحتياطي الفدرالي في رفع أسعار الفائدة، فإن ذلك يمكن أن يسهم في التباطؤ الاقتصادي في دول مجلس التعاون.

المساهمون