العالم يفشل في وقف تهاوي أسعار النفط

العالم يفشل في وقف تهاوي أسعار النفط

01 ديسمبر 2014
أوبك لم تخفض الإنتاج النفطي لتدارك تهوي الأسعار (أرشيف/getty)
+ الخط -

فشلت الدول الكبرى المنتجة للنفط، الأعضاء في منظمة أوبك أو خارجها، في وقف موجة تهاوي أسعار النفط التي زادت حدتها عقب قرار المنظمة الإبقاء على سقف الإنتاج من دون تغيير، عند 30 مليون برميل يومياً، رغم زيادة المعروض في السوق العالمي، ويزيد رقم الإنتاج مليون برميل يوميا على الأقل عن تقديرات أوبك نفسها لحجم الطلب على نفطها خلال العام المقبل.

وفي الوقت الذي تراهن فيه دول رئيسية منتجة للنفط على أن الأسعار ستشهد تصحيحاً وفقاً لقوى العرض والطلب وتراجع المضاربات ونشاط السوق السوداء، إلا أن آخرين يتوقعون استمرار هذه الموجة التي ستؤثر بشكل قوي على موازنات بعض الدول التي تعتمد بشكل كبير على النفط في إيراداتها، وفي مقدمة هذه الدول روسيا وإيران والعراق ودول الخليج وفنزويلا.

وحسب محللين فإنه لا يوجد في الأفق القريب أي مؤشرات على قرب توقف مسلسل انهيار

أسعار النفط التي فقدت نحو 35% منذ يونيو/حزيران الماضي وحتى الآن. إذ تراجع السعر من 115 دولارا للبرميل إلى أقل من 70 دولارا.

وانعكس فشل الدول المنتجة في احتواء أزمة الأسعار على أسواق المال في المنطقة، فقد هوت البورصات العربية بشكل جماعي وحاد نهاية تداولات أمس الأحد، متأثرة بقرار الأوبك الذي انتهى إلى تثبيت سقف إنتاج المنظمة رغم تراجع الأسعار.

وتلقت البورصة السعودية، أكبر صفعة بين الأسواق الرئيسية في الخليج بانخفاضها 4.8% إلى 8625 نقطة وهو أدنى مستوى إقفال لها منذ أوائل يناير/كانون الثاني، كما تراجعت أسواق قطر والإمارات والكويت.

وفي الوقت الذي حذت فيه موسكو حذو أوبك في عدم خفض إنتاج النفط، رغم أنها خارج المنظمة، هاجمت إيران قرار أوبك، قائلة إنه ليس في مصلحة الجميع، لكنها لن تحتج.
ودعا وزير النفط الكويتي علي العمير الدول المنتجة للنفط الخام غير المنتسبة إلى منظمة أوبك إلى التعاون، بهدف المساعدة على استقرار السوق.

وحضّ الوزير، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، المنتجين غير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط إلى التعاون مع المنظمة لضمان استقرار السوق وتفادي تقلبات كبيرة في أسعار النفط الخام.

وأمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بإجراء اقتطاعات في الموازنة عقب انهيار أسعار النفط العالمية بسبب قرار أوبك تثبيت سقف الإنتاج.

وفنزويلا تمتلك أكبر احتياطي من النفط في العالم وتعتمد اعتمادا كبيرا على صادراتها النفطية التي تدر 96% من مواردها من العملات الأجنبية وفشلت الخميس في إقناع بقية أعضاء أوبك الـ11 بخفض سقف الإنتاج.

وهوت أسعار النفط عقب قرار أوبك تثبيت الإنتاج لتصل إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات. وخسر سعر برميل النفط المرجعي الخفيف في سوق التداول في نيويورك، تسليم يناير/كانون الثاني 7.54 دولارات مقابل آخر جلسة إقفال رسمية يوم الأربعاء، ليصل إلى 66.15 دولارا وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر/أيلول 2009، أما سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) في لندن فسجل 69.78 دولارا، وهو أدنى مستوياته منذ 26 مايو/أيار 2010.

ونقلت وكالة تاس عن ايجور شوفالوف النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي قوله إن قرار أوبك يرغم روسيا على عدم المضي قدما في خططها لخفض الإنتاج.

وروسيا من أكبر منتجي النفط في العالم، حيث تمثل مبيعات النفط والغاز الطبيعي نحو نصف ميزانيتها التي تنضبط عند سعر 100 دولار للبرميل. وألحق هبوط أسعار النفط ضررا شديدا باقتصاد روسيا الذي يقف بالفعل على شفا الكساد.

ويقول خبراء روس إن من الصعب لروسيا أن تخفض إنتاجها فجأة نظرا لأن الطبيعة القاسية للمناخ والجيولوجيا تعني أنه ليس بوسعها بسهولة وقف ضخ النفط من الآبار، وتتوقع روسيا الإبقاء على إنتاجها مستقرا العام المقبل عند أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا وهو ما يقارب الإنتاج السعودي.

المساهمون