الحرب النفطية على أشدها: إيران تفتح النار على السعودية

الحرب النفطية على أشدها: إيران تفتح النار على السعودية

صدام الكمالي
صدام الكمالي
صحافي يمني. سكرتير التحرير المساعد في موقع "العربي الجديد". معد ومقدّم بودكاست "مواكبة".
13 يناير 2015
+ الخط -

هدّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، السعودية والكويت، وقال إنهما سيندمان على قرارهما عدم خفض الإنتاج النفطي، موضحاً في كلمة متلفزة بثّها التلفزيون الرسمي، أن الجميع سيعاني مثل إيران بفعل هبوط الأسعار.

وأضاف روحاني أن الدول التي تقف وراء انخفاض أسعار النفط العالمية ستندم على قرارها، محذّراً من أن السعودية والكويت ستعانيان مثل إيران.

وأضاف "إذا عانت إيران من جراء انخفاض أسعار النفط فاعلموا أن دولاً أخرى منتجة للنفط مثل السعودية والكويت ستعاني أكثر من إيران".

ولم يصدر حتى الآن أي رد فعل سعودي أو كويتي على تحذيرات أكبر مسؤول إيراني بشأن تهاوي أسعار النفط.

وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الحكومي "أولئك الذين خططوا لخفض الأسعار على حساب دول أخرى سيندمون على هذا القرار"، وذلك في الوقت الذي هوت فيه أسعار الخام إلى قرب أقل مستوياتها في ستة أعوام في الأسواق العالمية.

ونفت السعودية أكثر من مرة المزاعم الإيرانية بوقوف المملكة وراء تهاوي أسعار النفط وقيادتها لمؤامرة ضد طهران، وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنه لا صحة لما يتردد عن مؤامرة سعودية أدت إلى هبوط أسعار النفط للإضرار بدول نفطية أخرى، مشيراً إلى أن السياسة النفطية للسعودية مبنية على الاقتصاد فحسب، وليس السياسة، وبأن أسعار النفط ستتعافى.

وفيما يقول مسؤولون إيرانيون، إن السعودية كان لها دور في الضغط على منظمة أوبك عدم خفض الإنتاج النفطي خلال اجتماعها الأخير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير النفط السعودي في تصريحات سابقة إن المملكة أقنعت أعضاء أوبك الآخرين بأنه ليس من مصلحة المنظمة خفض الإنتاج مهما كان سعر الخام منخفضاً.

وأضاف الرئيس الإيراني في كلمته التي ألقاها في بوشهر أن البيانات تشير إلى أن 80% من موازنة السعودية تعتمد على مبيعات النفط، بينما تصل هذه النسبة في الكويت إلى 95%.

وتأتي التصريحات الإيرانية الأخيرة في ظل تهاوٍ متسارع لأسعار النفط العالمية، إذ واصلت أسعار النفط خسائرها، وتراجع خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتهما في نحو ست سنوات، وهوى السعران القياسيان نحو 60% منذ يونيو/حزيران الماضي.

وفي وقت سابق هذا الشهر، وصفت إيران إحجام السعودية عن التحرك لمواجهة هبوط الأسعار على مدى ستة أشهر بأنه خطأ استراتيجي وأبدت أملها بأن تتحرك السعودية لتدارك الأمر.

ويرى خبراء اقتصاد، أن معاناة إيران من تهاوي أسعار النفط، تزداد في ظل الحظر القاسي بسبب برنامجها النووي، وهو ما يعني دخول الاقتصاد في مرحلة خطرة، في ظل تراجع سعر صرف الريال الإيراني وزيادة التضخم.

وتأتي تصريحات الرئيس روحاني، في ظل تصريحات لمسؤولين أمنيين في اليمن، من أن جماعة الحوثيين- الموالية لإيران- تستعد لاقتحام محافظة مأرب النفطية، شمال شرقي البلاد، والقريبة من الحدود السعودية، وهو ما اعتبره المحللون، منعطفاً جديداً في مسلسل الحرب النفطية الدائرة منذ أشهر.

وبحسب تصريحات الرئيس الإيراني، اليوم الثلاثاء، فإن بلاده ستقوم باتباع خطوات سماها بـ"التحضيرية"، لاستباق التبعات السلبية التي ستصيب الاقتصاد، مشيراً إلى أنه تم تقليص الاعتماد على النفط في موازنة 2015، وبأنه تم تعزيز الصادرات غير النفطية للبلاد، بسبب العقوبات المفروضة على هذا القطاع.

وأضاف روحاني أن ما لا يزيد على ثلث الموازنة الإيرانية يعتمد على مبيعات النفط، بينما يرتبط ما يقدر بنسبة 60% من صادرات البلاد بالنفط.

وحسب محللين فإن تصريحات روحاني اليوم الثلاثاء حول تفادي تبعات تهاوي أسعار النفط، جاءت متأخرة، حيث وطبقاً لإحصاءات معهد التمويل الدولي، فقد انكمش معدل الناتج المحلي الإيراني الحقيقي، بنسبة 5.6% بسبب ضغوط الحظر الدولي المفروض، وهو ما يعني أن الانكماش سيكون قد تزايد بمعدلات كبيرة بعد تهاوي أسعار النفط العالمية، وفقدانها نحو 60% من قيمتها منذ يونيو/حزيران الماضي.

وانخفض الناتج المحلي الإيراني إلى 381 مليار دولار في نهاية العام الماضي، ويقدر حجم الاقتصاد الإيراني بنحو 500 مليار دولار، في حين هوى الريال الإيراني بنسبة 75% من قيمته، ما ينذر بكارثة اقتصادية للبلاد حسب محللين.

وعقب قرار منظمة أوبك بعدم خفض الإنتاج النفطي لإيقاف تهاوي الأسعار، ظهر وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، مؤكداً بأن ما حدث كان "مؤامرة سياسية"، وأوضح بأن دولاً خليجية قادتها، في إشارة إلى أن السعودية، هي التي ضغطت على أوبك لإبقاء الإنتاج من دون تغيير عند 30 مليون برميل يومياً، إلا أن وزير النفط السعودي، علي النعيمي، قال إن وزراء أوبك اتفقوا في اجتماعهم الأخير على ترك المسألة للعرض والطلب، مشيراً إلى أن تصرفات المضاربين في السوق، هي من تقف وراء تهاوي أسعار النفط بهذه الصورة.

وتعتبر إيران من أبرز الدول الأعضاء في "أوبك"، التي دعت إلى خفض إمدادات النفط لدعم الأسعار، إذ يرى محللون أن طهران تحتاج أسعار نفط مرتفعة نسبياً لضمان توازن ميزانيتها.

وفي حين يقول محللون بالسعودية إن المملكة تعمل على ضرب شركات النفط الصخري الأميركي المنافس الرئيسى لها في إنتاج النفط، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر، في تصريحات صحافية، إن "بعض دول المنطقة تخدم مصالح أميركا والقوى المتغطرسة الأخرى في محاولة الضغط على إيران".

وبحسب خبراء اقتصاد، فإن حرب النفط الدائرة بين دول الخليج وأميركا من جهة وإيران وروسيا من جهة أخرى، ستشتعل أكثر خلال الأيام القادمة، في ظل تهاوٍ مستمر للأسعار قد يصل إلى دون 40 دولاراً للبرميل في نهاية الأسبوع الجاري، وهو ما يفاقم الأزمات على الجميع، ويفتح باب الحرب النفطية الدولية على مصراعيه.

ذات صلة

الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.
الصورة
بريكس في اختتام اجتماعاتها في جوهانسبرغ أمس (Getty)

اقتصاد

تواجه مجموعة بريكس عبر توسيع عضويتها مجموعة من التحديات على صعيد التوافق حول القرارات التي تتخذ بالإجماع، ولكنها تجني بعض الفوائد، إذ تزيد هيمتنها على سوق الطاقة العالمي، وتحصل على تمويلات من الفوائض البترولية لبنك التنمية الآسيوي.
الصورة
توقيف وكيل عقاري في إيران لبيعه شقة إلى كلب (إكس)

منوعات

أوقفت الشرطة الإيرانية على ما أعلنت، الأحد، مدير وكالة عقارية بتهمة "تقويض القيم الأخلاقية" لبيعه شقة لكلب.

المساهمون