موقع "هسبريس" المغربي ثالث أقوى مواقع العالم العربي

موقع "هسبريس" المغربي ثالث أقوى مواقع العالم العربي

24 ديسمبر 2014
خلال الحفل
+ الخط -
لم يكن يدُر بخُلْد الشاعر الراحل، محمد الخمار الكنوني، أحد رواد القصيدة المعاصرة بالمغرب، أن يكون اسم ديوانه الوحيد "رماد هسبريس" مُلهما لابنيْه بعد سنوات طويلة، ليؤسسا موقعًا إخباريًا باسم "هسبريس"، الذي صار أيقونة المواقع الإخبارية مغربيًا وعربيًا.

يحتلّ موقع هسبريس المرتبة الأولى في المواقع الإخبارية بالمغرب العربي، من حيث عدد القراء والزوار، كما صنفته مجلة "فوربس" في المرتبة الثالثة، على قائمة أقوى المواقع الإلكترونية الإخبارية في الوطن العربي عام 2012. وحصدت صفحته على "فيسبوك" أكثر من ثلاثة ملايين معجب.

ويرى كثيرون أن الموقع الإخباري ظاهرة إعلامية، نظرًا للنجاح اللافت الذي حققه مذ أسسه الأخوان محمد الأمين وحسان الكنوني عام 2007، بمساندة ثلة من الصحافيين الشباب الذين تحملوا مسؤولية نجاح منبر إعلامي مستقل.

تألق هسبريس، بُعيْد سنة 2011 بموازاة أحداث الربيع العربي، حيث حقق الموقع الإخباري المغربي طفرة نوعية من حيث الأخبار المنشورة، أو طبيعة المقالات والتحليلات والمتابعات التي يقدمها.

ويقول مدير نشر موقع "هسبريس"، أمين الكنوني: "لا توجد وصفة محددة للنجاح الإعلامي الذي حققته هسبريس في المغرب وخارجه، وإنما تتضافر جهود جميع العاملين بالموقع  بشكل يومي، ما أفضى إلى هذه النتيجة ".

ويضيف في حديث لـ"العربي الجديد": "إن النجاح الإعلامي في الصحافة الإلكترونية تظل حقيقة نسبية، غير أن الأساسي هو تقديم مادة إعلامية بمواصفات مقبولة تستجيب لمعايير المهنية المتعارف عليها، وتحترم ذكاء القارئ أو الزائر الذي يلج الموقع للاطلاع على الأخبار".

وبالنسبة للكنوني، فإن جريدته تتميز بسرعة نقل الخبر، ومتابعته بالتحليل والمقال ومختلف الأجناس الصحفية، وإشراك القراء والمعلقين الذي يُعدّون أحد أسرار نجاح الموقع، مضيفاً أن الموقع نجح في خلق مقاولة مواطنة تساهم في اقتصاد البلاد وتطوره.

ومن جهته يؤكّد الخبير في الاتصال والإعلام، محجوب بنسعيد، أنّ نجاح تجربة جريدة "هسبريس" يعود إلى أمرين أساسين: المهنية على مستوى الشكل في اعتماد تقنيات النشر الالكتروني الحديثة باستعمال الأخبار القصيرة والآنية، والمزاوجة بين السمعي والبصري.

ويضيف بنسعيد لـ"العربي الجديد": "هناك أيضا جمالية جذابة في الإخراج الفني للمواد الإعلامية، وفتح مجال التعليقات في إطار الالتزام بالتفاعلية خلال ٢٤ ساعة دون انقطاع، والمضمون متنوع ومتجدد ويشمل جميع المجالات".

وأما الأمر الثاني الذي يفسر نجاح الموقع المغربي، وفق بنسعيد، فيتمثل "في المصداقية في تقديم أخبار موثوقة مع ذكر المصدر، والالتزام بالحياد في عرض القضايا، وإتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر، إضافة إلى احترام أخلاقيات المهنة".

ويلفت الى أن نجاح موقع "هسبريس" يعود أيضا إلى رأسماله من القراء والمتابعين، والذي لم يكن سهلًا تحقيقه والحفاظ عليه، في فترة تكاثرت فيها المواقع والصحف الإلكترونية، مبرزًا أن مستوى الطاقم البشري من تقنيين وصحافيين، قد لعب دورا في ذلك.