منذ بداية منافسات كرة القدم في مصر في عهد الاحتلال الإنجليزي ارتبطت مباريات الزمالك، مهما كان اسمه من قبل، سواء المختلط أو فاروق، مع الأهلي بالإثارة والندية، وتحول أول وأكبر كلاسيكو عربي وأفريقي إلى وجبة دسمة تظل على موائد الجماهير العربية لأيام، ولكن هناك مباريات ديربي بين قطبي الكرة المصرية لا يتوقف الكلام عنها لسنوات، وتتحول إلى ذكرى وتاريخ كبير للفائز، ونكسة ومناسبة سيئة للمهزوم.
ستة للزمالك بعد أزمة فلسطين
يبقى "كلاسيكو الستة" هو الأبرز والأكثر حضوراً بين جماهير الناديين، أما الكلاسيكو الأول، فلم ينل الشهرة اللازمة بسبب السنوات الطويلة التي باعدت بينه وبين الأجيال الحالية، وهو الكلاسيكو الذي أقيم على ملعب اتحاد الجيش في الثاني من يونيو/حزيران عام 1944 في نهائي كأس الملك فاروق، كأس مصر حالياً، وفاز فيه الزمالك بستة أهداف دون رد.
وتلك المباراة لها حكاية مثيرة إذ اندلعت قبلها أزمة بين الأهلي واتحاد كرة القدم الذي رفض سفر الفريق إلى فلسطين لأداء مباريات ودية هناك، مما جعل اللاعبين يسافرون تحت اسم منتخب نجوم القاهرة، فقرر الاتحاد إيقاف كل من سافر من لاعبي الأهلي إلى فلسطين، لتنتهي الأزمة، باعتذار الأهلي وموافقة الاتحاد على رفع الإيقاف ليخوض الأهلي المباراة بكل لاعبيه الذين نالوا هزيمة قاسية هي الأكبر في تاريخ النادي بالكلاسيكو.
سداسية الأهلي في قمة:" بيبو وبشير"
أما كلاسيكو الستة الثاني فكان في 16 مايو/أيار من عام 2002، والذي تحول إلى ذكرى سنوية للاحتفال بذلك اليوم الذي فاز فيه الأهلي بستة أهداف مقابل هدف واحد في الدور الثاني من موسم 2001-2002، أحرزها خالد بيبو (أربعة أهداف) ورضا شحاتة وإبراهيم سعيد، بينما سجل حسام حسن هدف الزمالك، وكان يقود الأهلي البرتغالي مانويل جوزيه، والزمالك الألماني أوتوفيستر. وبعد تلك المباراة انتشرت عبارة "بيبو وبشير" التي أطلقها معلق اللقاء يومها مدحت شلبي.
بكى هيديكوتي..فلعب الخطيب وطاهر الشيخ
في يوم 21 إبريل/نيسان من عام 1978 شهدت الملاعب المصرية واحدة من أكثر مباريات الديربي إثارة في الدور النهائي لبطولة كأس مصر، حين فاز الأهلي بأربعة أهداف مقابل هدفين، وكان الفريقان يضمان في ذلك الوقت أكبر نجوم الكرة المصرية، ولكن محمود الخطيب وطاهر الشيخ كانا يعانيان من إصابة وقرر المجري هيديكوتي المدير الفني الإبقاء عليهما على دكة البدلاء. وتقدم الزمالك يومها في الشوط الأول 2-1، فبكى الخبير المجري الكبير بين الشوطين، وقال للخطيب بلغة عربية ضعيفة: "سوف نغلب يا بيبو يا حبيبي"، ليعرض عليه بيبو مع طاهر الشيخ المشاركة، واضطر إلى ذلك قبل نهاية المباراة بربع ساعة، وسجلا هدفين وأحرز جمال عبد الحميد الرابع لتنتهي المباراة بفوز الأهلي 4 - 2 وحصوله على كأس البطولة.
بركات أفسد الاحتفالات البيضاء في الوقت الضائع
تذكر جماهير الأهلي يوم 16 إبريل/نيسان 2010، عندما تعادل الفريقان بثلاثة أهداف لكل منهما، وكان الزمالك متقدما بثلاثة أهداف مقابل هدفين حتى الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، قبل أن يستغل محمد بركات خطأ أحمد غانم سلطان مدافع الزمالك وسجل هدف التعادل الذي أهدى الأحمر درع البطولة في ذلك الموسم.
ديربي عمره أربع دقائق فقط
في 9 من أبريل/نيسان عام 1999، في المرحلة الخامسة والعشرين للدوري المحلي أقيمت أقصر مباراة "ديربي" بين الأهلي والزمالك، والتي لا تغيب عن الذاكرة، بعد أن ألغاها الحكم الفرنسي مارك باتا، على إثر انسحاب الزمالك اعتراضاً على طرد أيمن عبد العزيز بسبب كرة عنيفة وعرقلة من الخلف لإبراهيم حسن، وتوقف اللعب لمدة 15 دقيقة رفض خلالها مجلس إدارة الزمالك والجهاز الفني بقيادة فاروق جعفر العودة لأرض الملعب.
انتصار شباب الأحمر في قمة التمرد
في الخامس من أغسطس/آب عام 1985 كانت القمة المرتقبة في ربع نهائي كأس مصر، وقبلها بأيام شهد الأهلي أزمة عنيفة بين الإدارة والمدير الفني في ذلك الوقت الراحل محمود الجوهري انتهت بإيقاف الفريق بالكامل وخوض المباراة بمجموعة من فريقي 19 و21 سنة ومعهم الحارس أحمد شوبير الذي لم يشارك اللاعبين الكبار تمردهم.
وفي الوقت الذي كانت جماهير الزمالك تنتظر الهدف الأول فاجأها حمادة مرزوق بهدف في الدقيقة الثالثة وتعادل فاروق جعفر للزمالك، وتقدم محمد السيد للأهلي مرة أخرى، لكن كوارشي تعادل للزمالك ليطلق الحكم الإيطالي كارلو لويغي صفارة نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 2-2 وفي الوقت الإضافي أضاف طارق خليل الهدف الثالث قبل أن يهدر سعيد الجدي ركلة جزاء لتنتهي المباراة بفوز تاريخي للأهلي 3-2.
مباراة أطاحت بمجلسي الزمالك واتحاد الكرة
شهد موسم 1995-1996 أغرب لقاءات القمة والذي أداره المصري قدري عبد العظيم عندما انسحب الزمالك، الذي أطلق عليه فريق الأحلام في ذلك الوقت، في الدقيقة 67 بتعليمات من فاروق جعفر المدير الفني في ذلك الوقت ومعه أحمد رفعت اعتراضاً على الهدف الثانى للأهلى الذى سجله حسام حسن بداعي أنه متسلل، وكان الأهلي متقدما بهدف للغاني أحمد فيليكس.
وجاءت ردود الفعل عنيفة بعد المباراة وتمت إقالة مجلس إدارة نادي الزمالك ومجلس إدارة الاتحاد المصري، واعتبار الزمالك مهزوماً بهدفين من دون رد، وكان الأهلي يكفيه التعادل للتتويج بدرع الدوري تحت قيادة الألماني راينر هولمان.
اقرأ أيضاً: قطر تعلن جاهزيتها لتنظيم الألعاب الأولمبية