Skip to main content
7 كواكب بمساحة الأرض... حياة جديدة في الفضاء
ترجمة: أنس سمحان
كواكب ناسا الجديدة (Getty)

حقّق علماء الفلك اكتشافًا ضخمًا في رحلتهم للبحث عن حياة خارج نظامنا الشمسي، بعد أن عثروا على 7 كواكب بمساحة قريبة من مساحة الأرض وتدور هذه الكوكب حول نجمٍ قريب. ثلاثة من هذه الكواكب قد تكون صالحة للحياة، وسنكتشف ما إذا كانت مأهولة أو لا في العقود القادمة.

وتدور هذه الكواكب حول نجم قزم فائق البرودة اسمه TRAPPIST-1 ويبعد عنّا 40 سنة ضوئية وتبلغ كتلته 8% من كتلة شمسنا ونصف قطره 11% من نصف قطر شمسنا؛ أي تقريبًا بمساحة كوكب المشتري. وفي العام الماضي، كشفت دراسة عن وجود 3 كواكب صخرية محتملة تدور حول هذا النجم، أمّا الدراسة الجديدة، فقد أضافت 4 كواكب أخرى إلى هذه المجموعة.


وقد نشرت اليوم ورقة في مجلة Nature تصف النتائج العظيمة لهذا الاكتشاف أصدرها مايكل جيلون من جامعة لييج ببلجيكا. وقد تم الاكتشاف باستخدام تلسكوب ناسا الفضائي، سبيتزر، ومجموعة متنوعة من التلسكوبات الأرضية، من ضمنها تلسكوب TRAPPIST في جنوب تشيلي، لمراقبة عبور الكواكب المشابهة لكوكبنا من أمام نجم نظامهم.

وأوضح جيلون في مؤتمر صحافي: "النجم صغير وبارد جدًا مما جعل الكواكب معتدلة، وهو ما يعني احتمالية وجود ماء سائل على سطح هذه الكواكب وبالتالي وجود شكل من أشكال الحياة على سطحها".

وتم ترتيب النجوم بناءً على المسافة بينها وبين نجمها كالآتي: الكواكب الأقرب للنجم TRAPPSIT-1b (وهو الأقرب) ثم TRAPPSIT-1c ثم TRAPPSIT-1d ثم TRAPPSIT-1e ثم TRAPPSIT-1f ثم TRAPPSIT-1g (d وe وf وg هي الكواكب التي تم اكتشافها مؤخرًا). وقد تمكّن الباحثون من حساب الكتلة ونصف القطر والدورات المدارية لجميع الكواكب أعلاه باستثناء الكوكب السابع والأبعد عن النجم TRAPPSIT-1h والذي تم رؤية عبوره مرة واحدة.

ويبعد الكوكب TRAPPSIT-1b عن نجمه 0.011 وحدة فلكية (الوحدة الفلكية الواحدة تساوي المسافة بين الأرض والشمس)، وعليه فهو يكمل دورته حول النجم في 1.51 يوم. وتستغرق باقي الكواكب من 2.42 يوم إلى 20 يوما لتكمل دورتها حول النجم. وتجدر الإشارة أن مساحات الكواكب قريبة من مساحة الأرض وتتراوح أنصاف أقطارها بين 0.76 من نصف قطر الأرض إلى 1.13.

وبما أن هذا النجم معتمٌ وبارد، فإن منطقته الصالحة للحياة أقرب إليهِ منها في نظامنا الشمسي. وتدور الكواكب الثلاثة e وf وg في هذه المنطقة، مما يعني أنها قد تحتوي على مياه سائلة في المحيطات على سطحها.

ويعتبر هذا الاكتشاف مدهشا جدًا، بسبب قرب هذا النظام إلى كوكب الأرض، مما سيسهل عملية دراسته الآن بالتفصيل، قبل المستقبل. طبعًا ما زالت الملاحظات تأتي من هذا المشروع، وسنعرف قريبًا ما إذا كانت هناك حياة على سطح هذه الكواكب عن طريق دراسة التركيب الجزيئي لأغلفتها الجويّة.

ويقول أحد المشاركين في كتابة المقالة أموري ترايود من جامعة كامبريدج: "أنا مقتنع شخصيًا، بأنه لو كان هناك أي شكل من أشكال الحياة البيولوجية القريبة من الحياة على كوكب الأرض، فسنتمكن من اكتشاف ذلك قريبًا جدًا". وأضاف بأن "عقدًا من الزمن" يبدو كافيًا لفعل ذلك.

ومن المحتمل أن تكون جميع الكواكب مقيّدة تجاه النجم في منتصف المجموعة، بمعنى أن هناك جهة واحدة ثابتة تواجه النجم، وإن صح الاحتمال، فهذا يعني، إن كان هناك مياه سائلة على سطح بعض هذه الكواكب، فسيكون سائلًا على الجهة المواجهة للنجم ومتجمدًا على الجهة الأخرى. ويُعتقد أيضًا بأن جميع الكواكب السبعة قد تحركت من مواقع أبعد من مواقعها الحالية، لتقترب أكثر من النجم، مما أذاب الجليد عن سطوحها.

ولو كان هناك حياة على أي من هذه الكواكب، فإن ظروف الحياة فيها لن تكون مواتية مثلما هي هنا على كوكبنا، لسبب واحد فقط، وهو أن النجم يظهر بلون السالمون وعليهِ فإن جميع الإشعاع الشمسي يكون أشعة تحت الحمراء، تكفي لتسخين الكواكب، ولكنه لن يكون مرئيًا لمخلوقات مثلنا.

وشرح ترايود في المؤتمر: "كمية الضوء التي تمتصها العين هناك ستكون أقل بمئتي مرة من كمية الضوء التي تمتصها من شمسنا" بمعنى فكر بالضوء الذي تتلقاه عينك وقت الغروب. الضوء هناك أكثر سطوعًا بكثير من القمر، ولكنه يبقى أخفت من ضوء الشمس.
هذه الكمية من ضوء الأشعة تحت الحمراء تجعل الكواكب هدفا جيدا لتلسكوبات ناسا القادمة مثل تلسكوب الفضاء جيمس ويب (JWST) والمقرر إطلاقه في أكتوبر/ تشرين الأول لعام 2018 والذي سيراقب الكوكب باستخدام الأشعة تحت الحمراء. وقد يتمكن من حساب التراكيب الجزيئية لأغلفة الكواكب الجوية عن طريق ضوء النجم العابر إلى الكواكب ومن ثمّ البحث عن أي علامات للحياة.

ونسبة مأهولية هذه الكواكب للحياة، أمر متروك للنقاش. وقد اقترحت الدراسات الحديثة أن النجوم الباردة والمظلمة مثل هذا النجم خاضعة لتوهجات شمسية قوية ومتكررة، والتي يمكن أن تكون ضارة للحياة. ولكن يضيف الباحثون أن هذا النجم بالتحديد هادئ وخامد، مقارنة بنجوم مثل بروكسيما سنتوري الأقرب للأرض، والذي تقع المنطقة الصالحة للحياة فيه في المدار Proxima b. ويعتقد أيضًا بأن أي نشاط شمسيٍ هناك قد يساعد في تجديد الجو بدلًا من تدميره.

ويبعد هذا النجم عنا أكثر بـ 10 مرات من بروكسيما سنتوري، وعلى أي حال، فلا يوجد لدينا أمل بإرسال أي مركبة فضائية إلى هذا النظام عن طريق مشروع Breakthrough Starshot (وهو مشروع ممول من جهات خاصة سيتم عبره إرسال سرب ضخم من المركبات الفضائية المصغرة إلى المجموعة النجمية القريبة ألفا سنتوري). ويعلق ترايود هنا: "أعتقد بأننا بعيدون كل البعد على أن نكون قادرين على إرسال مسبارات روبوتية إلى TRAPPIST-1.

ستعتمد قدرتنا بالكشف عن حياة على أي من الكواكب، على عددٍ من العوامل، وخصوصًا ما إذا كانت تحتوي على غلاف جويٍ أو لا، أو ما إذا كان غلافها الجوي يسمح للماء بأن يبقى سائلًا. وأي شكلٍ من أشكال حياة هناك أيضا يجب أن يكون قادرًا إنتاج ما يكفي من الغاز لتغيير التركيب الكيميائي لواحد من أجواء الكواكب على الأقل.

من السهل أن نكون مندهشين، ومن حقنا أيضًا أن نكون كذلك، فهذه هي أول مرة نعثر على هذا العدد من الكواكب المماثلة من ناحية المساحة لمساحة كوكب الأرض في نفس النظام الشمسي. ولربما يكون هذا شيئًا عاديًا وموجودًا في أنظمة شمسية أخرى، إلا أن هذا النظام هو الأقرب لنا لندرسه.

وكون هذه الكواكب قريبة جدًا من نجمها، سيجعل من مهمة تصويرها بشكلٍ مباشرٍ أمرًا مستحيلًا. ولكن طريقة العبور الفلكي والتي عن طريقها تم اكتشاف هذه الكواكب ستكون مهمة في دراستهم. ابقَ متشوقًا وكن على يقين بأنه سيكون هناك الكثير من الأخبار عن TRAPPIST-1 في الأشهر والسنوات القادمة.

(المقال الأصلي)