7 أسباب قد تحوّل كأس العالم إلى "مونديال ميسي"

7 أسباب قد تحوّل كأس العالم إلى "مونديال ميسي"

09 يوليو 2014
ميسي أمام مفترق طرق تاريخي (getty)
+ الخط -

ستكون الفرصة سانحة أمام النجم الارجنتيني ليونيل ميسي لقيادة منتخب بلاده إلى أعلى درجات المجد في كأس العالم لكرة القدم، حيث تنتظر التانجو مهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر أمام المنتخب الهولندي الذي سيواجهه اليوم، الأربعاء، في مباراة الوصول إلى نهائي كأس العالم بالبرازيل.

ويتساءل المتابعون: هل سيستغل أفضل لاعب في العالم 4 مرات متتالية، في الأعوام من 2009 وحتى 2012، الحدث والشواهد التي أحاطت بالمونديال ويمضي لزراعة رايته وتحويل العرس العالمي إلى "مونديال ميسي"؟

ثمة ظروف وأرقام وثوابت تساعد النجم ميسي في ذلك، فقد تمكن قائد الأرجنتين من المضيّ قدماً بمنتخب بلاده، وصولاً إلى الدور نصف النهائي بعد غياب دام سنيناً طِوال نستعرضها في النقاط التالية:

أولاً: نسق تهديفي وثقة

يقف ليونيل ميسي أمام فرصة تاريخية للبدء بنسج خيوط إبداع جديدة، كي تدوّن في سيرته الذاتية الباهرة مع نادي برشلونة الاسباني، وستكون الظروف مهيأة له لاستعادة نغمة التهديف أمام الطواحين الهولندية وربما قيادة التانجو إلى النهائي الذي يحلم به النجم المحبوب جماهيرياً.

ويخطو ليونيل خطواتٍ واثقةٍ في المونديال على الصعيد التهديفي، فبعدما سجل 4 أهداف حتى الآن، جلّها جاء بنسقٍ متوالٍ، ناهيك عن الفرص القريبة التي كانت تسنح له للتسجيل أمام منتخبي سويسرا وبلجيكا، فاستهل ميسي مشواره في المونديال بتسجيل هدف الفوز في شباك البوسنة والهرسك (2-1)، قبل أن يطلق العنان لكرة رائعة خلال مواجهة إيران في الوقت المناسب (بدل الضائع)، أهدت "الأزرق" التأهل للدور الثاني، قبل أن يعزز خطواته المتألقة بهدفين في منتهى الروعة في شباك نيجيريا (3-2)، أعطى من خلالهما أشارات واضحة المعالم بأنه آتٍ لا محالة.

ثانياً: ميسي.. أفضل لاعب

وتشير الأرقام المسجلة خلال المونديال إلى أن ميسي نال جائزة أفضل لاعب في المباراة، لأربعة مراتٍ متتالية في مواجهات الأرجنتين، ومنها مباراة سويسرا في الدور الثاني، التي وإن لم يسجل فيها النجم أهدافاً، لكنه نالها بعدما صنع هدف الفوز الثمين لدي ماريا، إضافة لدوره الحيوي الهام في موقعة بلجيكا التي شهدت تمريرة سحرية من ميسي، تحدثت عنها أبرز وسائل الإعلام العالمية، فجاء الهدف الذي سجله هيجواين ونقلهم لنصف النهائي، ولعب ميسي فيها أيضاً دور المحرك الهادر صاحب المجهود الفردي الذي لا ينضب. وعليه، فإن ميسي قادر فنياً على تحقيق طموحه.

ثالثاً: إجادة اللعب والهدوء

المتتبّع لتحركات اللاعب خلال مباريات الأرجنتين الماضية، يجد قدرة لافتة لميسي على احتلال أكثر من مركز حساس، تارة في الجناح وتارة أخرى قيامه بدور المهاجم الوهمي وصانع الألعاب والعقل المدبّر أحياناً. واثبت الأمر نجاعته حين سجل من هذا المركز مراراً، أضف إلى ذلك الهدوء والانسيابية والقدرة على القتال الكروي عبر امتلاكه قدماً يسرى قوية، تماماً كما يقولون في علم المستديرة: "الأشول هو الأخطر".

رابعاً: إقصاءات المنافسين.. هدية!

ينشد قائد منتخب يعدّ من أقوى المرشحين لإحراز اللقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخه، أن يكون قادراً على صناعة التاريخ من جديد، فالظروف المحيطة باللاعب تساعده على ذلك، في مقدمتها الإصابات التي تعرّض لها أبرز منافسيه، وهو نيمار، الذي ابتعد وتوقف رصيده عند 4 أهداف، ووداع الفرنسي كريم بنزيمة، وعدم نجاح الهولنديين فان بيرسي وروبن في اللحاق بسجل ميسي التهديفي الحالي في المونديال، وخروج الكولومبي خيميس رودريجز وغياب البرتغالي رونالدو والاسباني دييجو كوستا والاورجوياني لويس سواريز والانجليزي واين روني.

إذاً، فقد باتت الطريق معبّدة أمام ميسي للمضيّ قدماً والفوز على منافسيه في هولندا، وهو ما يعني أن الحلم بات يطرق الأبواب وقبوله لهدية الأحداث في كأس العالم واستغلالها أحسن استغلال.

خامساً: مجهود اقتصادي

ثمة العديد من المؤشرات التي تدل على أن ميسي قادر على تحقيق حلم يبحث عنه منذ سنوات ويؤكد علوّ كعبه لاعباً في ناديه والمنتخب في آن، وأولها أن اللاعب سجل 25 هدفاً مع برشلونة خلال ثلاثة أشهر فقط في ظل إصابته التي أبعدته عن الملاعب وهي الهدية التي انتظرها كما يقال: "ربّ ضارّة نافعة"، حيث لم يقدم ليو موسماً استثنائياً ومرهقاً مع البرسا فخاض مباريات أقل، ولمس الكرة في مناسبات محددة.

كل ذلك دلّ على مجهوده الاقتصادي في الموسم، الأمر الذي منح ميسي حالة بدنية أرشق من مشاركاته السابقة في كأس العالم بجنوب أفريقيا، فكانت النتيجة واضحة للعيان في مونديال البرازيل المتطلّب كثيراً من الناحية الجسدية في ظل درجة الحرارة والرطوبة الكبيرتين في بعض الملاعب.

وبحسب إحصائيات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فإن ميسي ركض 8 كلم فقط كمعدل خلال جميع المباريات، وتفوّق فقط على زميله في خط الدفاع ومواطنه خافيير ماسكيرانو، وهو رقم بعيد جداً عن نجوم تنافس أمثال: الهولندي أرين روبن، الفرنسي فرانك ريبيري والألماني مسعود أوزيل (11 كلم)، أو حتى منافسيه المباشرين في خط الهجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو والاسباني دييجو كوستا (9.9 كلم)، بل وصولاً للاعبين كبار السن كالمخضرم الويلزي راين جيجز الذي ركض (9.10) كلم.

سادساً: غياب الضوء الساطع!

حذّر كثيرون من تحميل ميسي مسؤولية فردية في حمل الأرجنتين على كاهله، لأن ذلك سيتسبّب في كثير من المساوئ، ويضع النجم تحت ضغط كبير لا تحمد عقباه. ويبدو أن ذلك أيضا صبّ في صالح ميسي في هذا المونديال بالذات، فلم يكن الضوء مسلطاً على اللاعب بشكل يفوق الخيال كما تم في حالات مضت، بل إن وسائل الإعلام الأرجنتينية قادت حملة عدم زيادة العبء على ليونيل، فبات يصنع بقدميه الإبداع الدولي مع التانجو شيئاً فشيئاً.

سابعاً: لا للمقارنات

كما أن المقارنة مع الأسطورة مارادونا بدأت تختفي في المونديال، وأخيراً فإن المونديال الحالي قد شهد بزوغ نجومٍ جُدد تسببت في تخفيف الضغط عنه. وإزاء ذلك نتساءل: هل يستغلّ ميسي كل هذا للدخول في أبواب المجد المونديالي؟

المساهمون