50 مستوطناً يحتلون بنايتين لعائلة الزعتري في الخليل ويرفعون عليهما أعلاماً إسرائيلية
محمد عبيدات ــ الخليل
تطمع سلطات الاحتلال ومستوطنون في تهويد البلدة العتيقة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وإلغاء الوجود العربي الفلسطيني فيها، فيستولون على البيوت بذريعة ملكيتهم لها بأوراق مزيفة أو غير قانونية.

واقتحم أكثر من 50 مستوطناً، ليل الإثنين الماضي، بنايتين كبيرتين لعائلة الزعتري بالقرب من الحرم الإبراهيمي، في حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتم الاستيلاء عليهما، ورفع الأعلام الإسرائيلية على سطحيهما، وإقامة احتفالات لاستفزاز العائلات الفلسطينية المجاورة للبنايتين.

وتقول عبير الزعتري، إحدى مالكي البنايتين، لـ"العربي الجديد"، إن "حكاية منازل عائلة الزعتري بدأت في يناير/كانون الثاني 2016، عندما قام المستوطنون باقتحام البنايتين والاستيلاء عليهما بحجة ملكيتهما لهما، وحينها تقدمت العائلة بشكوى للشرطة الإسرائيلية، وتم إخراج المستوطنين بأمر من المحكمة".
أصدرت المحكمة الإسرائيلية حينها، قرارا عسكريا بإغلاق المنزل بالأقفال والشمع الأحمر لحين البت في القضية، وتشير الزعتري إلى أنه "كانت تلك الفترة حاسمة لاستعادة المنزل بمساعدة اللجنة القانونية المشكلة من بلدية ومحافظة ولجنة إعمار الخليل، وبالاعتماد على الأوراق الثبوتية التي تثبت ملكية عائلة الزعتري للمنزل وتفنّد كافة ادعاءات المستوطنين".

في ساعة متأخرة من ليل الإثنين، عادت مجموعة كبيرة من المستوطنين إلى البنايتين المكونتين من عدد من الشقق وعشرات الغرف، وكسروا الأقفال، وأزالوا الشمع الأحمر، وأعادوا الاستيلاء عليهما، وعادت العائلة أيضا وتقدمت بشكوى لشرطة الاحتلال التي تماطل في إخراجهم حتى اللحظة، رغم قرار المحكمة السابق.

يدّعي المستوطنون ملكية البيت بأوراق مزيفة يحملونها، ويحاولون أن يسجلوا البيت بصفقة مع الجيش الإسرائيلي، ليستولوا عليه، وهم يتبعون جمعية استيطانية تدعى "هرحيفي"، ومهمتها الاستيلاء على منازل الفلسطينيين في البلدة القديمة في الخليل وتهويدها.



من جهته، يقول محامي عائلة الزعتري، توفيق جهشان، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الاقتحام ليس غريبا على المستوطنين وسياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي، فمن سياستهم الاستيلاء على المباني العربية، وهي سياسة ممنهجة بغرض تهويد مدينة الخليل".

هذا الاستيلاء، بحسب جهشان، "غير قانوني وغير شرعي، وهو مسيس من قبل الحكومة الإسرائيلية التي تعمل مع المستوطنين من أجل توسيع البؤر الاستيطانية الموجودة داخل البلدة القديمة في الخليل".
القضية الآن في أروقة محكمة الاحتلال التي تسعى إلى المماطلة في قرار إخلاء المستوطنين، لكن جهشان توجه إلى الجهات القضائية المختصة من أجل إخراجهم منها، وقام بتقديم شكاوى ضد المقتحمين حتى يتم إخلاؤهم.

البنايتان ملك لعدد من عائلات الزعتري، وهم يتمسكون بهما حتى الرمق الأخير، ويدافعون عنهما بالأوراق الثبوتية، رغم أن سياسة الاحتلال والترسانة العسكرية في صف المستوطنين الذين استولوا عليهما بالقوة تحت الحراسة المشددة.