قُتل خمسة مدنيين، مساء اليوم الجمعة، بقصف جوي لطائرات التحالف الدولي على ريف مدينة الرقة، فيما قصفت قوات النظام مستشفى في محافظة درعا جنوباً، ما أدى إلى خروجه من الخدمة، ومقتل طفل.
وقالت مصادر محليّة لـ"العربي الجديد" إنّ "طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، قصفت منازل المدنيين في قريتي حمرة بويتية، والرقة السمرة، الخاضعتين لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في ريف مدينة الرقة الشرقي، بالعديد من الصواريخ".
وأضافت أنّ "القصف أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، في القرية الأولى، ومدني واحد، في الثانية، إضافة إلى إصابة أكثر من عشرة آخرين بجراح".
وفي غضون ذلك، قصفت قوات النظام السوري قرية النعيمة، شرق مدينة درعا، بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، أصاب بعضها مستشفى، ما أدى إلى خروجه من الخدمة.
وقال الناشط الإعلامي، ياسر الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام قصفت قرية النعيمة بأكثر من 50 قذيفة مدفعية وصاروخية، أسفرت عن إصابة مستشفى القرية بأضرار بالغة، أدت إلى خروجه من الخدمة، كما قتلت طفلاً وأصابت آخرين بجراح".
ويأتي هذا القصف على ريف مدينة درعا بالتزامن مع اشتباكات بين النظام ومليشياته من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى، في حي المنشية، الذي أعلنت الأخيرة السيطرة على نحو 90 في المائة منه.
في سياق آخر، اندلعت، الجمعة، اشتباكات بين فصيل تابع لـ"الجيش السوري الحر" و"هيئة تحرير الشام" في غوطة دمشق الشرقية، ما أدّى إلى سقوط عشرات القتلى في صفوف الطرفين، بالتزامن مع محاولات تقدّم للنظام في المنطقة.
واتهم "جيش الإسلام"، في بيان نشره على حساباته الرسمية، "هيئة تحرير الشام"، التي تُعدّ "فتح الشام" (النصرة سابقاً) عمودها الفقري، بـ"اعتقال مؤازرة كاملة، مساء أمس الخميس، كانت متوجهة إلى حي القابون شرقي دمشق، ما تطلب الرد بحزم، لإطلاق سراح المعتقلين"، وفقاً للبيان.
وذكر البيان أنّ "خلاف "جيش الإسلام" محصور مع "تحرير الشام"، وأنه على توافق تام وتواصل دائم مع كافة الفصائل الأخرى، التي وضعها في صورة الحدث"، مشيراً إلى أنه أكد لـ"فيلق الرحمن" وجودهم في خندق وهدف واحد، وهو "حماية الغوطة الشرقية من الأسد".
وردّت الهيئة، في بيان، أنّ ""جيش الإسلام" حاصر مقار الهيئة الحيوية بالمدرعات من محاور الأشعري وبيت سوا ومديرا في الغوطة، لدى إخبارها حاجزاً لـ"فيلق الرحمن" بالرغبة في المرور منه، ومن ثمّ بدأ عناصره بالتصفيات الميدانية للأسرى، وقنص وقتل المارة".
وقالت مصادر محليّة لـ"العربي الجديد" إنّ "عدد القتلى تجاوز الـ30، بينهم مدنيان، هما رجل وطفل، إضافة إلى المئات من الجرحى، وسط مناشدات من الفاعليات المدنية لإيقاف الاقتتال".
بدورها، اتهمت حركة "أحرار الشام الإسلامية"، في بيان منفصل "جيش الإسلام"، بـ"اقتحام عدد من مقارها العسكرية، واعتقال عناصر لها، شرق دمشق، كما دعت الفصائل للتهدئة ووقف الاقتتال بينها".
وأشارت الحركة إلى أنها "ستعمل مع وجهاء الغوطة الشرقية لحل الخلاف"، الذي قالت إنّه "لا علم لها به من قبل"، مطالبةً "جميع الفصائل بالتعامل مع الموقف بمسؤولية أكبر، ووضع الخلافات التي تضر المنطقة جانباً".
كما دعا لواء "فجر الأمة" العامل في ريف دمشق، في بيان، إلى "إيقاف القتال والرجوع للعقل والمنطق في حل الخلافات".
واتهم "فيلق الرحمن" في بيان ""جيش الإسلام" بقتل أحد قادته العسكريين، ويدعى عصام القاضي، وجرح عدد آخر من المقاتلين، جراء هجوم على مقاره في عربين وكفربطنا وحزة"، مطالباً "العقلاء بالتوقف الفوري عن هذه التصرفات".
وكانت اشتباكات مماثلة قد شهدتها الغوطة الشرقية، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، بين "جيش الإسلام" والفصائل الإسلامية، طردت خلالها الأخيرة، عناصر "جيش الإسلام" من عدة مدن وبلدات في القطاع الأوسط إلى القطاع الشمالي من الغوطة، وتسبب الاقتتال بمقتل ما لا يقل عن 300 عنصر من الطرفين وإصابة المئات.
وتتزامن المواجهات مع محاولات للتصدّي لقوات النظام شرقي دمشق، التي تحاول اقتحام حيي القابون وبرزة، بهدف السيطرة عليهما وقطع طرق التهريب، التي تدخل من خلالها المواد الغذائية إلى الغوطة.
وكان المئات من أهالي حي جوبر قد خرجوا في مظاهرة ضد الاقتتال، ورفعوا شعارات "الجيش الحر واحد"، مطالبين بـ"حقن الدماء بين المقاتلين".