تلقت كرة السلة العربية صفعة جديدة بعد هزيمة المنتخب التونسي، منظم البطولة، أمس السبت، وخروجه من الدور نصف النهائي، مخلفا مرارة لدى جماهيره العريضة التي حضرت لمساندته، كما عرفت البطولة خروج المنتخبين العربيين المصري والجزائري من الدور ربع النهائي، وقبل ذلك انسحاب المنتخب المغربي من الدور ثمن النهائي.
وكثيرة هي الأسباب التي عجلت بخروج المنتخبات العربية، وقادت إلى عدم تواجدها في الدور النهائي، ولكن سنكتفي بخمسة أسباب هامة.
طول القامة
أول ملاحظة تفرض نفسها في مقارنة أولى بين لاعبي المنتخبات العربية وبقية المنتخبات الأفريقية، هي الاختلاف في طول القامة بين الطرفين، حيث تعتمد المنتخبات العربية على المهارة لدى لاعبيها، ومن الصعب أن تجد داخل كل منتخب أكثر من لاعبين، أو ثلاثة على أقصى تقدير، ممن يتجاوز طول قاماتهم المترين، بينما تعتمد بقية المنتخبات على طول القامة والبنية الجسدية القوية أكثر منها من الناحية الفنية، وتجد داخل كل منتخب أربعة أو خمسة لاعبين ممن يتجاوز طولهم مترين.
كفاءة فنية متواضعة
تبحث الاتحادات العربية عن التقشف في المصاريف، ودفع أقل ما يمكن من أموال حتى لا تنخر ميزانياتها، ولذلك يكون اللجوء غالبا إلى الفنيين من أبناء البلد للتحكم في اختياراتهم، وفي ترتيب معسكراتهم، ولوضعهم كأكباش فداء عند الهزائم والخيبات، في وقت بات من الضروري الاستعانة فيه بالمدارس المتقدمة في هذه اللعبة، على غرار إسبانيا وأميركا وفرنسا، والمدارس الجديدة مثل كرواتيا، وصربيا.
غياب الثقة
من الأسباب الرئيسية التي عجلت بخروج المنتخبات العربية من بطولة أمم أفريقيا بتونس، نجد غياب الثقة بالنفس لدى لاعبي هذه المنتخبات، والشعور بعدم القدرة على التأهل إلى الدور النهائي، وبأن المنافس بمثابة "الغول" الذي لا يقهر، ولاح ذلك جليا بشكل خاص عند مواجهة المنتخب المصري نظيره الأنغولي، ذلك المنتخب المتعود على منصات التتويج، وكان الفارق كبيرا على مستوى النقاط، وفاز المنتخب الأنغولي بسهولة، ونفس السبب ساهم في إقصاء المنتخب التونسي الذي بات متخوفا أكثر من اللازم، في مباراة نصف النهائي أمام أنغولا، وقدم نسور قرطاج أسوأ مباراة منذ بداية البطولة، رغم المساندة الجماهيرية الكبيرة التي وجدوها.
الاحتراف
تعتمد جل المنتخبات الأفريقية على لاعبين محترفين ينشطون ببطولات أوروبية، حيث يتعلمون طريقة التعامل مع الوضعيات الصعبة، مما يكسبهم الخبرة الكافية لتجاوز كل الامتحانات، كما يكتسبون من خلال تجاربهم الاحترافية طريقة تنويع أدائهم من خلال التجاوب السريع مع مختلف الطرق التكتيكية في أثناء المباراة، بينما لا تكاد تجد في المنتخبات العربية أكثر من لاعبين أو ثلاثة محترفين على أقصى تقدير، مما يجعل الفارق كبيرا بين المنتخبات العربية وبقية المنتخبات الأفريقية.
شتان بين القدم والسلة
تحدثنا عن الأمور الفنية، ولكن في حقيقة الأمر تتحمل السلطات الرياضية في البلدان العربية مسئولية عدم إيلاء هذه اللعبة القيمة التي تستحقها، وشتان بين مكانة كرة القدم والميزانية التي ترصدها وزارات الرياضة للعبة الأولى شعبيا، ولرياضة كرة السلة التي تعاني التهميش.
اقرأ أيضاً..
عبد النور ينضم إلى قائمة "عرب الليغا"