300 قتيل في فيضانات باكستان والهند

300 قتيل في فيضانات باكستان والهند

08 سبتمبر 2014
هيئة الأرصاد تتوقع المزيد من الأمطار (Getty)
+ الخط -

أكدت الحكومة الباكستانيّة مقتل 179 شخصاً على الأقل من جرّاء مياه الفيضانات الجارفة التي غمرت مناطق واسعة في الهند وباكستان، بالإضافة إلى مقتل 120 شخصاً في الشطر الهندي من إقليم كشمير.

ففي باكستان، اجتاحت الفيضانات مئات القرى في أقاليم بنجاب وكشمير وجلجت ـ بلتستان،  ودمّرت مئات المنازل وعشرات القرى. وأمرت السلطات الباكستانيّة سكان مئات القرى في إقليم بنجاب بترك منازلهم خوفاً من وصول مياه الفيضانات إليها.

وبحسب إدارة الكوارث الطبيعيّة، فإن مياه الفيضانات قطعت الطرقات الرئيسيّة في المناطق المنكوبة، وعرقلت عمليات الإغاثة وإنقاذ المتضررين في تلك المناطق، وغمرت 50 قرية ودمرت أراضٍ زراعيّة واسعة في مدينتَي سيالكوت ونارووال.

ويقول شهاب، وهو أحد سكان مدينة حافظ آباد، إن مياه نهر شناب التي دخلت القرى قطعت الطرقات الرئيسيّة التي تربط المدينة بالمناطق والقرى المجاورة، ما أدى إلى محاصرة عشرات الأسر وسط المياه. وأوضح أن فرق الإغاثة التابعة للجيش الباكستاني وصلت إلى بعض المناطق وأخرجت بعض المحاصرين، لكن المعاناة أكبر من ذلك بكثير. لذا أتت عمليات الإغاثة ضئيلة مقارنة مع حجم الكارثة. ويرى شهاب أن الفيضانات الحاليّة التي تشهدها المنطقة هي الأسوء من نوعها منذ 25 عاماً.

من جانبه، قام رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، بزيارة تفقدية لمدينتَي سيالكوت ونارووال، وقال إن حكومته لن تدّخر جهداً في سبيل مساعدة المتضررين. وأمر السلطات المحلية باستخدام كل الوسائل المتاحة لها لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة وتقديم مساعدات عاجلة لهم، مطالباً شرائح المجتمع الباكستاني كافة بالوقوف مع الحكومة خلال كارثة الفيضانات.

وكان شريف قد ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء بهدف مناقشة الكارثة التي نجمت عن الفيضانات. وقرّر تشكيل غرفة عمليات لمراقبة الأوضاع وسير الأعمال الإغاثية وتوصيل الاحتياجات الأولية للمتضررين.

وفي إقليمَي كشمير وجلجت ـ بلتستان، دمرت عشرات المنازل بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات وانهيار التربة. وتعتبر منطقة كوتلي الأكثر تضرراً بالفيضانات، إذ دُمرت معظم الجسور والطرقات الرئيسية التي تربط المدينة بالمناطق المجاورة.

وفي إقليم جلجت، شمالي البلاد، أدى انزلاق التربة الناجم عن الأمطار الغزيرة، إلى انهيار عشرات المنازل وفقدان عدد كبير من سكانها. وبحسب مسؤولين محليين، فإن البحث عن المفقودين مستمرّ، وقد تم إخراج 300 شخص حتى الآن، بينهم مصابون.

في الأثناء، تقوم فرق الإغاثة التابعة للجيش الباكستاني بإجلاء آلاف المنكوبين والمحاصرين من المناطق المتضررة عبر المروحيات والزوارق، بحسب بيان أصدره مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني. كذلك أفاد البيان أن فرق الإغاثة التابعة للجيش الباكستاني تقوم بتقديم مساعدات أولية للمتضررين وبعلاج المرضى.

وفي السياق ذاته، توقعت هيئة الأرصاد الجويّة هطول المزيد من الأمطار خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة في الأقاليم الباكستانية الثلاثة، بنجاب وكشمير وجلجت. كذلك حذّرت الهيئة من بلوغ الفيضانات مناطق مختلفة من إقليم بنجاب، لا سيّما المناطق التي تقع على ضفاف نهر جهلم وشناب، كمدن حافظ آباد وملتان وديره إسماعيل خان.

من جهة أخرى، وفي الشطر الهندي من إقليم كشمير، وقعت الويلات من جرّاء الفيضانات التي لم يشهد الإقليم مثلها منذ خمسة عقود. وارتفع عدد القتلى إلى 120 قتيلاً.

وقد أسفرت الفيضانات الجارفة عن انهيار مئات المنازل وعشرات الجسور. كذلك أعلنت الحكومة المحليّة حالة الطوارئ في بعض المناطق، وأمرت بإخلاء بعض القرى من سكانها.

وتساهم في أعمال الإغاثة عشرات الفرق المدنيّة والعسكريّة بهدف إجلاء المتضرّرين من المناطق المنكوبة، وتقديم الإسعافات الأوليّة إليهم.

وقال رئيس وزراء إقليم كشمير، عمر عبد الله، أثناء زيارته التفقدية للمناطق المتضررة، إن الحكومة تسعى إلى استخدام كل الوسائل المتاحة لإخراج المتضررين من المناطق المنكوبة وتوفير ما يحتاجون إليه.

وكان رئيس الوزراء الهندي، ناريدر مودي، قد تفقد أحوال المناطق المتضررة في طائرة مروحيّة، وتعهّد بتقديم الدعم اللازم للحكومة المحليّة.

يشار إلى أن هيئة الأرصاد الجويّة توقّعت هطول المزيد من الأمطار في الإقليم خلال اليومَين المقبلين، ما ينذر بتفاقم الكارثة الناجمة عن الفيضانات والأمطار الغزيرة.