3 محاولات أجوبة لتفجيرات القاهرة

3 محاولات أجوبة لتفجيرات القاهرة

09 يوليو 2015
لم يصدر بيان رسمي حول اغتيال بركات (العربي الجديد)
+ الخط -

ما يثير الشكوك حول التفجيرات والعمليات العنيفة التي ضربت القاهرة أخيراً، هو عدم تبنّي أي جهة مسؤوليتها عن الحوادث الكبرى، بخلاف تفجير عبوة بدائية الصنع. وفيما كان اغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات، باستخدام سيارة مفخخة، الأسبوع الماضي، الحدث الأهم، لم يصدر أي بيان رسمي حول سبب الاغتيال وكيفية حدوثه بدءا من عملية الانفجار حتى وصوله إلى مستشفى النزهة الدولي. وكان من الطبيعي في عملية إرهابية بهذا الحجم، أن يصدر بيان رسمي خصوصاً مع اتهامات للنظام الحالي بالتورط بشكل أو بآخر في عملية الاغتيال.

وتبرز سيناريوهات حول هوية المتورط والمسؤول عن العمليات العنيفة التي استهدفت بركات وقوات الشرطة، ولكن الأخطر في عدم تبني التنظيم الأبرز والأكثر خطورة على الساحة الجهادية المصرية "ولاية سيناء" مسؤوليته عن اغتياله. ويأتي السيناريو الأول، في أن المتورط الرئيسي في عملية استهداف موكب بركات خلال توجهه من منزله في مصر الجديدة إلى مقر عمله في منطقة وسط البلد، هو تنظيم "ولاية سيناء"، ولكنه لا يريد الإعلان عن الأمر عبر بيان مكتوب، وإنما عبر شريط مصور. ويعتمد التنظيم على سياسة تأجيل إعلان مسؤوليته عن بعض العمليات لبضعة أيام، حتى يصدر مقطع فيديو، وإن كان يتبع حالياً سياسة إعلامية جديدة في الإعلان عن العمليات عبر بيان ومن ثم إصدار شريط مصور.

أما السيناريو الثاني، فيتمثل في وجود جماعة جهادية جديدة بدأت تتشكل على الساحة المصرية، لتكون طرفاً في المعادلة الصعبة التي تشهدها مصر منذ أكثر من عامين. ويدعم هذا السيناريو عدم قدرة أي من حركات العنف الشبابية التي نشأت في الأساس للتصدّي لانتهاكات قوات الأمن في التظاهرات الرافضة للانقلاب، في تصنيع عبوات ناسفة شديدة الانفجار فضلاً عن تفخيخ سيارة. وفي حال كان هناك جماعة جهادية جديدة، فإنه تتوافر فيها عناصر الخبرة لدقة التخطيط والتنفيذ لاستهداف النائب العام بهذه السهولة في التحركات. ولا يمكن استبعاد أن تكون جماعة "أجناد مصر" متورطة في الأمر، على الرغم من أنّه ليس أسلوبها في العمليات الكبرى، بيد أنه يمكن أنّها تبحث عن ظهور جديد بعد إعادة هيكلتها وتصفية قائدها العام مجد الدين المصري.

ويشير السيناريو الثالث إلى تورط النظام الحالي في عملية اغتيال بركات، فضلاً عن زرع عبوات ناسفة محدثة صوتاً هنا وهناك، لإلصاق التهمة بجماعة "الإخوان" و"التيار الإسلامي" عموماً، في ضوء تحميلهم تبعات الفشل الذي يسير فيه النظام الحالي.

اقرأ أيضاً: مصر.. انتهاكات أمنية مستمرة وتطور العمليات الإرهابية

ويعرب سياسيون مصريون عن قناعتهم بأنه ليس غريباً على النظام الحالي الذي يعد امتداداً لنظام مبارك، تدبير وتسهيل عملية إرهابية يكون هو المستفيد منها، مستشهدين بأحداث كنيسة القديسين، في الإسكندرية، مطلع العام 2011. وعن ذلك، يقول القيادي في الجبهة السلفية، مصطفى البدري لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن إغفال إمكانية تورط النظام الحالي في عملية اغتيال النائب العام، لإثارة الرأي العام ضد جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي بصفة عامة"، مضيفاً، أنّ "النظام الحالي يمكن أن يكون متورطاً في اغتيال بركات وعمليات إرهابية أخرى، لتشويه صورة التيار الإسلامي".

في المقابل، يقول خبير أمني، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تقصيراً أمنياً واضحاً في تعقب العمليات الإرهابية ومعرفة هوية منفذها". ويضيف الخبير (طلب عدم كشف اسمه)، أنه "لا يعقل عدم إصدار بيان رسمي أو مؤتمر صحافي لإعلان تفاصيل عملية اغتيال النائب العام، وترك الأمر إلى مصادر أمنية فقط"، مشيراً إلى أنّ "مصر لا تشهد شفافية كاملة، في ظلّ تضارب الأنباء حول تفاصيل عملية الاغتيال، ومن بعدها عمليات التفجيرات التي تستهدف مؤسسات حكومية". ويشدد الخبير، على أنه "ربما يكون هناك أجهزة داخل النظام الحالي تلعب بشكل منفرد لتأمين مصالحها الخاصة، أو ربما يكون هناك جماعة جديدة ستعلن عن نفسها قريباً، ولكن في هذه الحالة سيكون الوضع مؤسفاً للغاية وخطراً.

ويذكر أن من بين العمليات التي توالت في أيام قليلة، اغتيال النائب العام، ومقتل 3 مواطنين في انفجار سيارة مفخخة في مدينة 6 أكتوبر، ومقتل أمين شرطة في إطلاق نار على متحف الشمع في حلوان، ومقتل أمين شرطة في هجوم على كمين في بني سويف، و3 انفجارات في العريش، ومقتل مدير هيئة الطرق وآخرين في انفجار في الشيخ زويد، شمال سيناء، وانفجار قنبلة في المعصرة.

كما شملت العمليات العنيفة هجوماً مسلحاً على نقطة شرطة العصافرة في الإسكندرية، ومقتل طفلين في الشيخ زويد، وانفجار قنبلتين في بني سويف، واشتباكات بالأسلحة الثقيلة في قنا، وهجوماً مسلحاً على سيارة شرطة في الفيوم، والعثور على 3 قنابل في كفر شكر في القليوبية، ومقتل شاب في الشرقية في اشتباكات بين الشرطة وأحد المسلحين، وانفجاراً في محيط كنيسة العذراء في حلوان.

اقرأ أيضاً: حظر النشر باغتيال النائب العام المصري لتورط ضابط صاعقة

المساهمون