على وقع الهتافات المتضامنة مع الفلسطينيين والمنددة باتفاقيتي التطبيع بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، نظمت هيئات مغربية وقفة احتجاجية، مساء الجمعة، أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، تحت شعار "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة".
ورفع المشاركون في الوقفة المنظمة مساء الجمعة، أعلامًا فلسطينية ومغربية، مرددين شعارات مناوئة للكيان الصهيوني، وداعمة لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته المتواصلة للدفاع عن المقدسات الإسلامية، وأخرى رافضة لكل أشكال التطبيع مع الكيان من قبيل :"ناضل يا مناضل، قاوم يا مقاوم ضد صهيون"، "مغاربة لن ننسى قدسنا والأقصى، حاربنا بالأقصى، مغاربة لن ننسى، لا احتلال لا تطبيع، فلسطين ماشي للبيع(ليست للبيع)"، و"الشعوب قمعتوها فلسطين بعتوها".
وعرفت الوقفة، التي امتدت لنحو الساعة، مشاركة شخصيات حقوقية وسياسية ودعوية، من مختلف المشارب والحساسيات كان من أبرزهم محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، ونبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب "الاشتراكي الموحد"، وعبد الرحمن بنعمرو، القيادي في حزب "الطليعة الديمقراطي الاشتراكي".
وفيما اختتمت الوقفة بحرق العلم الإسرائيلي وسط شعارات غاضبة، قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوقفة الاحتجاجية المنظمة هي رسالة إلى من يهمه الأمر بأنها وقفة للشعب المغربي قاطبة، بكل قواه الحية، عنوانها الرئيس أن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية بالنسبة لكل مغربي ومغربية"، معتبرا أن "التطبيع خيانة، وأي تعاط من أي مستوى كان مع الكيان الصهيوني هو انزياح عن موقف الشعب المغربي".
واعتبر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أنّ ّالوقفة المنددة بتطبيع الإمارات والبحرين "رسالة واضحة بأنّ موقف الشعب المغربي من خلال قواه الحية هي رفض التطبيع وإدانة المطبعين، كما أنها رسالة تحذير من أي نزوع نحو التطبيع الذي لا يمكن تبريره تحت أي مبرر".
وكانت 28 جمعية مغربية قد دعت، الأربعاء، إلى المشاركة في وقفة احتجاجية تضامناً مع فلسطين، ورفضاً لاتفاقيتي التطبيع بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
وأوردت الجمعيات، في بيان مشترك، أنّ الوقفة الاحتجاجية تأتي "رفضاً لاتفاقيات الخيانة والتطبيع التي أبرمها كل من حكام الإمارات والبحرين، برعاية أميركية، مع العدو الصهيوني"، وكذا "في إطار تصدي الشعب المغربي لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، عبر التطبيع والاختراق الصهيوني لبنية القرار السياسي العربي، والأنسجة الاجتماعية لشعوب الأمة".
وأكدت الجمعيات أنّ "القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب المغربي هي قضية وطنية على الدوام"، لافتة إلى أنّ "الوقفة تأتي كذلك تفاعلاً مع البيان الأول للقيادة الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية".
وكان أعضاء المكتب السياسي لحزب "التقدم والاشتراكية" (المعارض) قد نظموا وقفة تضامنية رمزية، مساء الثلاثاء المنصرم، أمام المقر العام للحزب في الرباط.
وتم خلال الوقفة التضامنية التي اقتصرت على عدد محدود من أعضاء المكتب السياسي، رفع العلم الوطني المغربي إلى جانب العلم الفلسطيني، في إشارة إلى الموقف المبدئي الذي ظل الشعب المغربي وقواه الحية يعبرون عنه تجاه الحق الفلسطيني العادل والمشروع والمتمثل في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما أصدر القيادي اليساري محمد بنسعيد آيت إيدير، بحر الأسبوع الحالي، نداء جاء فيه:" في هذه اللحظة التاريخية الفارقة في مسار القضية الفلسطينية بكل أبعادها، ووفاء لالتزام الشعب المغربي الذي يعتبر هذه القضية إحدى قضاياه الوطنية، أرى اليوم من الواجب أن نثمن المبادرات التي تتخذها القوى الوطنية الفلسطينية موحدة ومجتمعة على خيار المقاومة بكل أشكالها لهزم المسار التراجعي والمواكب لمسار التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب".
وأضاف:" وإني إذ أعتبر المقاومة التي تقودها الفصائل الفلسطينية الموحدة هي الصخرة التي ستنكسر عليها قوارب التطبيع، فإني أثمن كل ما ورد في البيان الفلسطيني رقم 1، وأدعو كافة قوى الشعب المغربي المناضلة والمدافعة عن الحق إلى التجاوب مع الدعوة الفلسطينية، المتمثلة في رفع العلم الفلسطيني في كل المواقع يوم 15 سبتمبر/ أيلول 2020، ومع غيرها من المبادرات، تعبيراً عن رفض كل أشكال التطبيع، وتشبثاً منا بكافة حقوق الشعب الفلسطيني الصامد".