250 طبيب من أصل 6000 لمليونَي شخص في حلب

250 طبيب من أصل 6000 لمليونَي شخص في حلب

05 فبراير 2014
+ الخط -

أوردت مجلة "تايم" الاميركية تقريراً عن وضع الكادر الطبي والبنى التحتيّة للمجال الصحي في سوريا، بعد ثلاث سنوات من اندلاع الثوّرة قائلة إن نصف أطباء سوريا أصبحوا خارجها، وأكثر من نصف المستشفيات دُمرت، وإن ثلاثين طبيباً فقط يعملون في ضواحي دمشق.

وترسم المجلة الأميركيّة صورة سوداويّة لواقع القطاع الصحي في البلد، ليس في ما يتعلق بالمعلومات التي سبق ذكرها فحسب، وإنما أيضاً لناحية تعامل سلطات النظام الأمنيّة والعسكريّة مع الكادر الطبي وضحايا عمليات القمع التي تعرّض لها المحتجون السوريون.

تنقل المجلة الأميركيّة مشاهدات أحد الأطباء السوريين الذي فرّ خارج البلاد وفضّل، رغم ذلك، عدم ذكر اسمه خوفاً من أجهزة الاستخبارات السوريّة. يقول أحمد (29 عاماً) إنه "أثناء قيامي بالكشف الطبي على شاب مصاب بكدمات وجرح عميق، قام اثنان من مسؤولي الأمن السوري بطرح العديد من الأسئلة على المصاب في غرفة الفحص تتعلّق بهويته وكيفية إصابته، وتبين أن المريض كان في تظاهرة احتجاجيّة ضد النظام، ليقوم المسؤولان بعدها باعتقال الشاب" من دون أن يتمكن الطبيب من فعل شيء.

ووفقاً للتقرير، اضطر الفنيون وسائقو سيارات الإسعاف وأفراد الدعم الطبي والممرضات في المستشفى حيث يعمل أحمد، إلى التخلي عن وظائفهم، وأصبحت المستشفيات غير قادرة على توفير الرعاية الطبية وإمدادات الأدوية.

وتذكر المجلة أنّ 250 طبيباً فقط يعملون في حلب اليوم، ويخدمون 2.5 مليون نسمة، في حين كان عدد أطباء المدينة يقدر بـ 6 آلاف وفق منظمة الصحة العالميّة.

وكانت الحكومة السورية قد أقرت في تموز/ يوليو من عام 2012، مشروع قانون لمكافحة الإرهاب يتضمن بنداً يجرّم تقديم الرعاية الطبية إلى أي شخص يشتبه في مشاركته بعمليات الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وتضيفت المجلة أن "الأمم المتحدة تقدّر أنّ نصف مليون سوري تعرضوا لإصابات تتطلب رعاية طويلة الأجل في مستشفيات فارغة"، وأشارت إلى أن أفراد الجسم الطبي الذين فرّوا من المستشفى الذي يعمل فيه أحمد استقروا في فرنسا وألمانيا ودبي والسعودية".

ونقلت المجلة عن رئيس الجمعية السورية ــ الأميركية الطبية، ومقرها ولاية شيكاغو، الدكتور زاهي زحلول، قوله "لن يعود معظم الأطباء إلى سوريا بعد انتهاء الأزمة"، لأن الوضع الاقتصادي سيكون سيئاً للغاية. وكشف أن "حوالى 1200 طبيب شرعوا في إجراءات الإقامة في الولايات المتحدة منذ بدء الصراع، وأنه ليس متأكداً من تعافي النظام الطبي السوري من تلك الأزمة". وأشارت الـ"تايم" إلى أن النظام الصحي الأميركي هو المستفيد من الأزمة، وأن العديد من الأطباء السوريين أنهوا الدراسات العليا والتراخيص للعمل في الولايات المتحدة مع رواتب عالية ورعاية طبية متقدمة".