المدرسة العادلية بدمشق

المدرسة العادلية بدمشق

09 مارس 2015
+ الخط -
وصف المؤرخ الفرنسي جان سوفاجيه (1901- 1950) المدرسة العادلية بدمشق قائلًا: تتميّز المدرسة العادلية بالعلم والرعاية المبذولين في بنائها، إلى درجة لا نجدها في آثار أخرى في دمشق، درجة تولّد الانطباع بأنها عمل مكتمل متكامل".
يشغل مجمع اللغة العربية بدمشق، المدرسة العادلية اليوم. وكانت اليونيسكو قد صنفت البناء باعتباره إرثًا تاريخيًا عالميًا.
بيد أن الأحداث الرهيبة التي تمرّ فيها سورية منذ أربعة أعوام تقريبًا، أثّرت في واجهة البناء، إذ ثمة آثار رصاص عليها الآن.
وكان نور الدين الزنكي قد أخذ على عاتقه إعادة قوّة سورية وبهائها، فعمد حين دخل دمشق عام 1154 إلى إنشاء إحدى عشرة مدرسة فيها، ومن ضمنها المدرسة العادلية عام 1172، وذلك تكريمًا للعالم قطب الدين مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري شيخ الشافعية. بيد أن نور الدين الزنكي توفي قبل إكمال البناء، فشرع ابنه سيف الدين في إكمالها، لكنّه ما لبث أن توفي بدوره. وبعد ذلك أقامها الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمّد بن الأمير نجم الدين أيوب، وتيمنًا به صار اسمها بين الناس "المدرسة العادلية".
تقع المدرسة داخل أسوار مدينة دمشق، أي "دمشق القديمة" كما تسمّى اليوم. وتحديدًا فإنها - أي المدرسة - في الشمال الشرقي للجامع الأموي، وضمن نسيج عمراني كثيف ومزدحم. يظهر مخطط المدرسة أو مسقطها، أنها عبارة عن مستطيل بمساحة 1600 متر مربع، حيث تتآلف أضلاعه الأربعة حول باحة داخلية شكلها أدنى إلى المربع. من جهة الشرق، مدخل المدرسة الرئيس، وهو مميّز ببوابته ذات المفتاح المعلّق. تؤدّي البوّابة إلى دهليز سقفه يشبه القبة، فهو منحنٍ لا مستوٍ، ومنه يدخل المرء إلى الباحة الداخلية أو "الصحن" وفقًا للتعبير المعروف.
يؤدّي الدهليز أيضًا إلى ضريح الملك العادل، تحت قبة واسعة منفرجة.
نصل إلى المصلى من خلال الباحة الداخلية. وللمصلى باب كبير تحيط به من كل جانب نافذة. في صدر المصلى، ووفقًا لتقاليد العمارة الإسلامية، ثمّة المحراب المتجه صوب الكعبة. ويروى أن ثلاث قبب كانت تؤلّف سقف المصلى، بيد أن هذه المنحنيات العالية، بدّلت في عام 1930 بسقفٍ مستوٍ.
على الحائط الشرقي للمصلى، ثمة ما يشير إلى أربع خلوات صغيرة على شكل مستطيل، كانت في ما مضى مكرّسة للشيوخ الأساتذة وطلابهم. واحدة من هذه الخلوات، تنفتح على صالة فيها بحرة مع نافورة، يرجح أحد الباحثين أنها بعد الترميم أصبحت غرفة للوضوء.

المساهمون