مايك ريس و"عائلة سيبمسونز" في الدوحة: آليات صناعة التحريك

مايك ريس و"عائلة سيبمسونز" في الدوحة: آليات صناعة التحريك

06 مارس 2017
"عائلة سيمبسون" (Fox)
+ الخط -
يُقدِّم الأميركي، مايك ريس، (1959) فصولاً من الآليّات الأساسيّة لكتابة الأعمال الخاصّة بالتحريك، وكيفية إنتاجها، في إطار جلسة حوارية يُنظّمها "مهرجان القمرة السينمائي" في الدوحة. فالمهرجان الذي بات في دورته الـ 3 (3 ـ 8 مارس/ آذار 2017)، يسعى إلى إيجاد توازنٍ بين عروض سينمائية تهتمّ "بتطوير المواهب الواعدة"، وتُركّز على "المخرجين الذين يقدّمون تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية"، وينظّم لقاءات عملية مع صانعي أفلام، وجلسات حوار تبحث في مستجدّات صناعة الصورة، بالتعاون مع "جامعة نورثويسترن" في قطر. 

ومايك ريس، المعروف بمشاركته الفعّالة في كتابة حلقات عديدة من المسلسل الأميركي "عائلة سيبمسونز"، يُعتبر أحد المؤثّرين في صناعة التحريك، السينمائيّ والتلفزيوني، ما يُمكن أن يؤدّي بجلسة الحوار معه، المُقامة في "مسرح الفن الإسلامي" (الدوحة)، الساعة 3 عصر اليوم الاثنين (6 مارس/ آذار 2017)، بعنوان "كتابة وإنتاج أفلام الرسوم المتحركة"، إلى اختبارٍ عمليّ للمفاتيح الفنية والتقنية والدرامية والجمالية، في هذا المجال.

و"عائلة سيمبسونز"، التي تبلغ في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2017، عامها الـ 28، لن تكون وحيدةً في صُنع مسارٍ مهنيّ للكاتب والمنتج مايك ريس، لاهتماماته الفنية الأخرى، تلفزيونياً وسينمائيّاً. مع هذه العائلة، بأفرادها الـ 5، وأصدقائهم وجيرانهم، يُقدِّم ريس 10 حلقات فقط، موزّعة على المواسم التالية: الأولى (1990) والثالثة (1991)، ولكلّ منها 3 حلقات. الثانية (1991) والرابعة (1992) والسادسة (1995) والثامنة (1997)، ولكلّ منها حلقة واحدة.

لكن مساره المهنيّ حافلٌ بأعمالٍ عديدة، بدءاً من عام 1983، بكتابته حلقة واحدة من "9 إلى 5"، لمنتجته جاين فوندا، علماً أنه أحد كتاب السيناريو الـ 10 لـ "عائلة سيبمسونز ـ الفيلم" (2007). هناك أيضاً Charles In Charge بين عامي 1984 ـ 1990 لمايكل جاكوبز وبربارا فايزبرغ، وSledge Hammer بين عامي 1986ـ 1988 لآلن سبنسر، وAlf بين عامي 1986 ـ 1990 لبول فوسكو وتوم باتشيت، وThe Critic بين عامي 1994 ـ 1995، الذي شارك مع آل جان في ابتكاره، وغيرها. أما في السينما، فله، بالإضافة إلى حلقتين من Ice Age، الأولى بعنوان Dawn Of The Dinosaurs لكارلوس سالدانا ومايك ثورماير، والثانية بعنوان A Mammouths Christmas لكارن ديشر.

في عددها الصادر في 31 ديسمبر/ كانون الأول 1999، اختارت المجلة الأسبوعية الأميركية "تايم ماغازين" (المعروفة أيضاً باسم "تايم") "عائلة سيمبسونز" كـ "أفضل سلسلة تلفزيونية في القرن الـ 20". علماً أن المسلسل نال "نجمةً" على "ممشى المشاهير" في هوليوود، في 14 يناير/ كانون الثاني 2000. وهذا كلّه جزءٌ من التأثيرات المختلفة، التي صنعتها "العائلة الصفراء"، إلى درجة أن D’ho!، التعبير عن الاكتئاب الذي يتميّز به هومر، دخل اللغة الإنكليزية.

أما الصفة المرتبطة بعمل مايك ريس، فتُختزل بكلمة واحدة: الكوميديا. هذا دأبه المهنيّ منذ البداية. لكنها كوميديا تخترق، غالباً، أنماط الحياة والاجتماع والعلاقات، خصوصاً عبر شخصيات "العائلة الصفراء"، إذْ تتحوّل حلقاته (بلغ عددها 611 لغاية الآن) إلى مرايا تعكس أحوال أناس وبيئة وتصرّفات. ورغم النجاح التجاريّ الواضح للفيلم السينمائيّ المستلّ منها (حقّق 527 مليوناً و71 ألفاً و32 دولارا أميركيا كإيرادات دولية، في مقابل 75 مليون دولار أميركي فقط كإنتاج)، إلا أن الغلبة الجماهيرية باقيةٌ للمسلسل، وإنْ تعرّضت مواسم له أو حلقات إلى فشلٍ أو تراجعٍ عابرين.

الأميركي سَثْ ماك فارلاين (كاتب ومنتج ومخرج وممثل ومغنّ) قال ما يُمكن اعتباره اختزالاً لأهمية هذا العمل تحديداً: "لقد أوجد جمهوراً في "وقت الذروة"، لم تعرفها أعمال التحريك منذ سنين عديدة". وأضاف أن صانعيه "أعادوا ابتكار عجلة الإنتاج (في هذا المجال)، وأنهم بهذا ابتكروا "ميديا" جديدة كلّياً".

المساهمون