المغرب يسبق الجزائر إلى غاز نيجريا... ويترقّب المرور لأوروبا

المغرب يسبق الجزائر إلى غاز نيجريا... ويترقّب المرور لأوروبا

16 مايو 2017
المغرب يسبق الجزائر إلى غاز نيجريا (فرانس برس)
+ الخط -
قطع المغرب شوطاً مهماً في صراعه مع الجزائر على الغاز النيجيري، إذ وقّعت كل من الرباط وأبوجا اتفاقاً مهماً لإنشاء خط أنابيب نقل الغاز سيربط بين البلدين، وينتظر أن يمتد إلى أوروبا، الذي يتوقف نجاح المشروع على دعمها، حسب محللين اقتصاد لـ "العربي الجديد".
وبذلك يسبق المغرب جارته الشرقية نحو غاز نيجيريا، رغم أن الجزائر تسعى منذ عام 2002 إلى الفوز به، لكنها تعثرت رغم عقد مفاوضات مكثفة بين البلدين حتى عام 2009، حينما تمت إعادة بعثه مجدداً خلال زيارة لوزير الطاقة الجزائري الأسبق، شكيب خليل، إلى أبوجا، وعقد اتفاق مبدئي، إلا أن المشروع ظل يراوح مكانه، حتى فاجأ المغرب الجميع بالصفقة الجديدة.
وما يعكس أهمية الصفقة، هو إشراف ملك المغرب محمد السادس، على توقيع اتفاقية بين المملكة ونيجيريا تتعلق بمشروع أنبوب لنقل الغاز بين البلدين، وذلك بعد ستة أشهر فقط على اتفاق مبدئي بشأن هذا الأنبوب.
وفي المقابل، وبعد اتفاق أبوجا مع الرباط على الأنبوب الجديد، ضغطت الجزائر على نيجيريا لمعرفة تفاصيل حوله، وهو ما دفع نيجيريا إلى إرسال مبعوث إلى الجزائر يوضح الاتفاق مع المغرب، حسب ما قاله مصدر مسؤول في وزارة الطاقة الجزائرية، في تصريحات سابقة لـ "العربي الجديد".
والاهتمام بغاز نيجيريا ذات أبعاد متعدّدة أفريقية وأوروبية، بل إن روسيا طرف مهم أيضاً في القصة، إذ أرسلت وفودا خلال فترات سابقة إلى المغرب لبحث هذا الموضوع.
ويشير مصدر مطلع، فضل عدم ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد" إلى أن الاتحاد الأوروبي معني بهذا الأنبوب، كي لا يظل مرتهنا للغاز الروسي، في سياق اختبار القوة بين الطرفين الأوروبي والروسي.
ويذهب الخبير المغربي في قطاع الطاقة، عمر الفطواكي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إلى أن حظوظ نجاح المشروع، ستكون كبيرة، إذا ما حظي بدعم بلدان الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر توفره على الغاز هدفا استراتيجيا.
وشدّد الفطواكي على أن المغرب الذي لا يتوفر على مصادر طاقة أحفورية في الوقت الحالي، أضحى ينظر إليه على أنه بلد عبور للطاقة، مشيرا إلى المشروع الكبيرة للطاقة المتجددة، الذي أطلقته المملكة وستستفيد منه أوروبا.
وأكد أن من بين عوامل نجاح المشروع، انخراط بلد مثل موريتانيا فيه، والتي يشترك المغرب معها في حدود، يفترض أن يعبر منها الأنبوب.
ويشير مصدر مطلع، رفض ذكر اسمه، إلى أن الوضع في المنطقة قد يؤثر على وتيرة إنجاز المشروع دون أن يوقفه، على اعتبار أن الجزائر لا تنظر بعين الرضى إلى هذا التقارب الاقتصادي بين المغرب ونيجيريا.
ويعتبر، أن المغرب سيستفيد من مساهمته مع نيجيريا في إطلاق هذا المشروع، على اعتبار أنه بلد غير منتج للبترول والغاز، ويريد الاستفادة من مصدر طاقة نظيفة. ويذهب المصدر، إلى أن التوقيع على اتفاقية حول الأسمدة لم يكن اعتباطيا في العلاقة بين البلدين، فذلك سيسهل التعاون في مجال الغاز.
وتعتبر نيجيريا خامس منتج للغاز في العالم والأول في القارة الأفريقية، وتصدر إنتاجها من الغاز المسال عبر البحر، كما تصدره عبر أنبوب صغير يربط نيجيريا ببنين وتوغو وغانا.
ويفترض أن يساعد الأنبوب الجديد نيجيريا على تصدير الغاز إلى جميع بلدان غرب أفريقيا، كي يصل إلى المغرب، ثم أوروبا، التي يرتقب أن يصلها عبر إسبانيا.
وصاحب اتفاق إنشاء أنبوب نقل الغاز بين المغرب ونيجيريا اتفاق آخر للتعاون في مجال الأسمدة. وحصلت نيجيريا في مارس/آذار الماضي، على شحنتين من الأسمدة، حيث صرح مسؤولون نيجيريون بأن ذلك، سيفضى إلى خلق خمسين ألف فرصة عمل في ذلك البلد الأفريقي.
وجرى التركيز خلال التوقيع على الاتفاق بالرباط، أول من أمس، على المنافع الاقتصادية التي سيجنيها البلدان التي سيعبرها الأنبوب، حيث قال وزير الخارجية المغربي، إن المشروع سيكون له تأثير إيجابي على جميع الدول المشاركة فيه، وسيتيح تسريع مشاريع الكهرباء بين بلدان غرب أفريقيا.
ويمتد الأنبوب على مسافة أربعة آلاف كيلومتر، وسيعبر أفريقيا الغربية قبل أن يصل إلى المغرب ومنه إلى جنوب أوروبا. وتقدّر الاستثمارات في الأنبوب ما بين عشرين وخمسين مليار دولار، حيث ينتظر أن يساعد على كهربة المناطق التي يعبرها. وسيمر الأنبوب بدول بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
ويعوّل المغرب على مساهمة مستثمرين من بلدان أخرى في إنجاز الأنبوب، ففي رسالة إلى وزراء المالية ورؤساء المؤسسات المالية العربية مؤخرا، دعا محمد السادس، إلى الانخراط في المشاريع المنجزة بأفريقيا، خاصة مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا.

المساهمون