عودة رجال مبارك إلى الإعلام

عودة رجال مبارك إلى الإعلام

13 ابريل 2017
صمت نقابي عن الانتهاكات الجديدة (العربي الجديد)
+ الخط -
يعود رجال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك إلى الواجهة الإعلاميّة، عبر هيئات شكّلها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ يومين. فترأّس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام نقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد، فيما ترأس الصحافي كرم جبر الهيئة الوطنية للصحافة، كما تولى حسن زين رئاسة الهيئة الوطنية للإعلام.
وأصدر السيسي، الثلاثاء، ثلاثة قرارات جمهورية، تحمل أرقام 158 و159 و160 بتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، وذلك طبقاً لنصوص ومواد القانون 92 لسنة 2016، والذي ينص على تشكيل المجلس والهيئات المذكورة، بناء على ترشيحات مجلس الدولة ومجلس النواب ونقابة الصحافيين والإعلاميين والعاملين بالطباعة والصحافة والإعلام والمجلس الأعلى للجامعات ووزارتي الاتصالات والمالية.

وأدى رؤساء وأعضاء الهيئات الصحافية والإعلامية الجديدة في مصر، اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، الأربعاء، استناداً إلى نص المادة (80) من قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام، الصادر بتشكيلها، وهي الهيئات التي حلت بديلاً عن المجلس الأعلى للصحافة، واتحاد الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو)، في إطار خطة النظام لإحكام السيطرة على وسائل الإعلام.

يأتي ذلك في ظلّ ارتفاع بارز في معدّل الانتهاكات بحقّ الصحافيين المصريين خلال الربع الأول من العام 2017، وبرزت بكثافة خلال اليومين الماضيين، تحديداً بعد تفجير الكنيستين في طنطا والاسكندرية، وإعلان حالة الطوارئ.

المجلس الأعلى للإعلام
وجاء تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة مكرم محمد أحمد، متضمناً: المستشار محمد لطفي جودة نائب رئيس مجلس الدولة، والدكتورة منى الجرف رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار، والمهندس مصطفى عبد الواحد ممثل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وهدى عبد المنعم من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وحاتم زكريا من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وعبد الفتاح الجبالي "صحافي"، وصالح الصالحي "صحافي"، ومحمد عبد السلام خليفة العامري "إعلامي"، ونادية مبروك "إعلامية"، وجمال شوقي شاروبين من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، ومجدي لاشين من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وسوزان القليني عميد كلية الآداب جامعة عين شمس.

والمجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام، بحسب الدستور المصري: "هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الفني والمالي والإداري، وموازنتها مستقلة. ويختص المجلس بتنظيم شؤون الإعلام المسموع والمرئي، وتنظيم الصحافة المطبوعة، والرقمية، وغيرها.

ويكون المجلس مسؤولًا عن ضمان وحماية حرية الصحافة والإعلام المقررة بالدستور، والحفاظ على استقلالها وحيادها وتعدديتها وتنوعها، ومنع الممارسات الاحتكارية، ومراقبة سلامة مصادر تمويل المؤسسات الصحافية والإعلامية، ووضع الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الصحافة ووسائل الإعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها، ومقتضيات الأمن القومي، وذلك على الوجه المبيّن في القانون. يحدد القانون تشكيل المجلس، ونظام عمله، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيه. ويُؤخذ رأي المجلس في مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عمله".



الهيئة الوطنية للصحافة
كما جاء تشكيل الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة الصحافي كرم جبر – رئيسًا، وعضوية كل من: عادل عبد الرحيم نائب رئيس مجلس الدولة، ومحمد عبد الفتاح، ومحمد عبد الهادي علام، وشارل فؤاد، وعصام الدين فرج، ومحمود علم الدين، وضياء رشوان نقيب الصحافيين الأسبق والكاتب الصحافي محمد الهواري، والكاتب الصحافي عبد الله حسن.

الهيئة الوطنية للإعلام
وضم تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة حسين كمال زين، وضمت في عضويتها؛ المستشار خالد محمد حسنين نائب رئيس مجلس الدولة، وفاطمة بدر ممثلا لوزارة المالية، والسيد السيد عزوز ممثلا للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وإسماعيل محمد الشيشتاوي من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وريهام مصطفى كامل من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وعبد الرحمن رشاد عايد من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وجمال عنايت من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، ومحمد شكري أبو عميرة من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وهبة شاهين رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس، وحمدي الكنيسي ممثلا لنقابة الإعلاميين، وجمال الشاعر ممثلا لنقابة الإعلاميين، وجلال فرج ممثلا للنقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام.

مهام وتحديات
أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد، أن حلف اليمين لأعضاء الهيئات الإعلامية الصادر قرار جمهوري الثلاثاء بتشكيلهم سيكون خلال الثلاثة أيام القادمة، مضيفا: "لا أعلم حتى الآن هل سيكون حلف اليمين أمام الرئيس السيسي أم أمام مجلس النواب ونحن في انتظار الإجراءات".

وأشار في تصريحات صحافية، الثلاثاء، إلى أن "أهم تحدٍّ يواجه الهيئات الوطنية الجديدة هو التوافق سواء في المجلس أو الهيئتين أو النقابة والمجتمع الصحافي بأكمله، حول خريطة لإصلاح وضع الإعلام في مصر، موضحا أن وضع الإعلام في مصر أصبح يحتاج إلى علاج جذري وإلى جراحات شديدة.

واختتم مكرم محمد أحمد قائلاً: "أتمنى أن يكون الجميع على ثقة لأن الهدف هو الإصلاح وأتمنى أن نتحدث عن السياسات قبل الحديث عن الأشخاص، وما هي أولوياتنا على وجه الدقة وما المطلوب منّا".

استقدام رجال مبارك
يشار إلى أن مكرم محمد أحمد، هو من أركان نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ووفْق مراقبين، ظل مكرم محمد أحمد كاتباً لخطابات مبارك لأكثر من 15 عاماً، قبل أن تتشكل لجنة السياسات بالحزب الوطني وتطيح به خارج المشهد وتتولّى تنظيم أمر خطابات مبارك.
ومكرم هو واحدٌ من أبرز مؤيدي النظام الحالي، وعمل مستشارًا إعلامياً لجريدة "الزمان" التي أطلقتها إلهام شرشر، زوجة حبيب العادلي، وزير الداخلية في عهد المخلوع مبارك.

وانتقل مكرم للعمل وفق نظام السيسي، ودافع عن تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، مبشرا بالدور الإسرائيلي المرسوم من قبل مصر والسعودية، في حال إتمام الاتفاق. وذلك في حوار له مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج "صالة التحرير"، عبر فضائية "صدى البلد"، الذي قال فيه إن إسرائيل كانت ستتسلم المهام الأمنية التي كانت موكلة لمصر إزاء الجزيرتين، مشددا على أن هذا التسلم والتسليم كان لا بد أن يتم بموافقة كل من السعودية ومصر وإسرائيل.
أما الكاتب الصحافي كرم جبر، الذي شغل رئاسة مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف سابقاً، فتمتع بعلاقات وطيدة بلجنة السياسات بعهد مبارك.

وقد اختفى تماماً بعد ثورة يناير 2011، ولم يُسمع له أي صوت، ولم يظهر على الساحة العامة بقوة قبل الأيام القليلة الماضية، حيث عاد اسمه يُطرح في المواقع الإخبارية ثانية إثر انتشار أخبار عن حضور مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل، جنازة زوجة كرم جبر. وعادة لا يظهر اسم عباس كامل في الصحف المصرية دون رسائل مقصودة وموجهة، وظهر مؤخرا بأحد البرامج التلفزيونية مستنكرًا ترديد أطفال بعض المدارس "لا إله إلا الله" خلال اليوم الدراسي، داعيًا لعلمنة شاملة بجميع المدارس والمناهج الدراسية، منعا للإرهاب.

ومن المقرر أن تقوم هيئة الصحافة على إدارة المؤسسات الصحافية المملوكة من قبل الدولة وتطويرها، وتنمية أصولها. ويُؤخذ رأي الهيئة في مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عملها. أي بعبارة أخرى، صارت هذه الهيئة بديلاً للمجلس الأعلى للصحافة في صيغته المباركية القديمة.

وتختص هيئة الصحافة بالإشراف على الصحف والمشاركة في صياغة القوانين التي تخص الصحف.

بينما تحل هيئة الإعلام، محل اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتختص بتنسيق قطاع الإعلام التلفزيوني والإذاعي والقنوات ومدينة الإنتاج الإعلامي.