​إيران تقلل من أهمية القناة "الإنسانية" السويسرية

​إيران تقلل من أهمية القناة "الإنسانية" السويسرية: لا تؤشر لنوايا حسنة أميركية

03 فبراير 2020
ظريف: القناة لا تمثل مؤشراً إلى حسن نية أميركية(Getty)
+ الخط -
قلّلت السلطات الإيرانية من أهمية القناة المالية التي دشنتها سويسرا، أخيراً، بموافقة أميركية، لإرسال "سلع إنسانية" إلى طهران في ظل العقوبات الأميركية المشددة، التي خلقت مصاعب للمواطنين الإيرانيين في الحصول على أدوية الأمراض المزمنة. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الإثنين، إنّ القناة لا تمثل "مؤشراً إلى حسن نية أميركية"، رافضاً اعتبار هذه الخطوة "تصرفاً إيجابياً في سبيل خفض التوترات" مع واشنطن.

واعتبر ظريف، في حديث لوكالة "إيسنا" الإيرانية، أنّ هذه القناة "خطوة صغيرة جداً نتيجة جهود الحكومة السويسرية"، مقدماً الشكر لها على ذلك، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أنها "ليست مؤشراً إلى حسن نية أميركية، ولا دليلاً على أنّ الولايات المتحدة تكون قد اتخذت أصغر خطوة على طريق تنفيذ تعهدها بموجب الحكم الموقت لمحكمة العدل الدولية".

وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت، في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، القرار رقم 175، دعت فيه الولايات المتحدة الأميركية إلى إزالة العراقيل الناتجة من قرارها المتخذ في 8 مايو/ أيار 2018 (الانسحاب من الاتفاق النووي) أمام تصدير الأدوية والمعدات الطبية والمواد الغذائية والمنتجات الزراعية وقطع الغيار والمعدات والخدمات الضرورية لسلامة الطيران المدني إلى إيران.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن "السياسة الأميركية لا تزال هي ممارسة الضغوط على الشعب الإيراني وحرمانه من مصادره المالية لدفع تكاليف الغذاء والدواء".

وبهذه التصريحات، يكون الوزير الإيراني قد رد على حديث للسفير السويسري لدى طهران ماركوس لايتنر، أمس الأحد، اعتبر فيه إنشاء هذه القناة "مؤشراً إلى السعي لخفض التصعيد"، قائلاً إنّ "اليوم (الأحد) قد وصلت 180 ألف علبة من الأدوية اللازمة لزراعة الأعضاء إلى إيران عبر هذه القناة".

وأرجع لايتنز الهدف من تأسيس هذه الآلية المالية إلى السعي لتوفير حاجات إيران في مجالات الأدوية والأغذية، مشيراً إلى أنها ليست "قناة إنسانية فحسب، بل يمكن اعتبارها أيضاً مؤشراً سياسياً".

من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم الإثنين، رفض بلاده الاعتراف "بشيء اسمه قناة إنسانية"، قائلاً إنها "لا تحظى بقيمة كبيرة. هذه الأدوية نشتريها بأموال الشعب والشركة السويسرية تبيعها مقابل المال".


وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت الحكومة السويسرية أنها أسست قناة مالية لنقل سلع إنسانية تشمل أغذية وأدوية لإيران بموافقة أميركية.

وجاء في بيان للحكومة السويسرية أنّ الترتيب السويسري لتجارة المواد الإنسانية "إس.إتش.تي.إيه"، يهدف إلى ضمان وجود قناة آمنة للدفع مع بنك سويسري مقابل منتجات غذائية وطبية تصدرها شركات مقرها سويسرا إلى إيران.

وحينها، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، خلال إفادة صحافية، إنّ ثلاث شحنات من أدوية السرطان وزرع الأعضاء أرسلت بالفعل لإيران عبر تلك القناة، وتم التعامل أيضاً مع التحويل المالي.

وأضاف "هذه هي المرة الأولى، سيكون هناك المزيد. لقد أسسنا معايير مرتفعة للغاية للفحص النافي للجهالة. لقد استوفتها بالفعل شركة أوروبية"، موضحاً أنه يتواصل مع المزيد من الشركات المهتمة بتسهيل وصول شحنات من الأدوية والمعدات الطبية.

المساهمون