يونانيون يتقاسمون الخبز مع المهاجرين على الحدود
رويترز ــ أثينا
لاجئون على الحدود اليونانية (GETTY)
أبلغ مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة، ديمتريس أفراموبولوس، صحيفة ألمانية اليوم الجمعة، أن الاتحاد سيمهل اليونان حتى الثاني عشر من مايو/أيار لتسجيل جميع المهاجرين بطريقة منظمة أو مواجهة المزيد من إجراءات مراقبة الحدود.

واليونان هي المنفذ الرئيسي لقرابة مليون مهاجر عبروا بحر إيجه قادمين من تركيا العام الماضي في طريقهم إلى شمال أوروبا الأكثر ثراء. ودفع تدفق المهاجرين النمسا ودولا أخرى إلى فرض قيود على حدودها، وهو ما يعني أن 30 ألف مهاجر على الأقل ممن فروا من الفقر في الشرق الأوسط محصورون الآن في اليونان.

وأبلغ أفراموبولوس- وهو وزير سابق بالحكومة اليونانية- صحيفة دي فيلت: "سيكون أمام اليونان حتى مايو/أيار لحماية حدودها الخارجية". وأضاف "سنجري تقييما شاملا للوضع في 12 مايو. إذا لم نر تقدما بحلول ذلك الموعد فلن نتردد في وضع شروط تكفل تمديد إجراءات مراقبة الحدود في أوروبا".

وقال أفراموبولوس للصحيفة، إن "الهدف هو رفع جميع القيود على الحدود التي فرضت جراء أزمة المهاجرين داخل منطقة "شنغن" بحلول نوفمبر/تشرين الثاني.

في المقابل، يعاني المواطنون اليونانيون كثيرا من تدفق المهاجرين واللاجئين على بلادهم، فكل يوم يشتري ديمتريوس زويس رغيفين من الخبز: واحد لأسرته والآخر لأي شخص يطرق بابه. وعلى مدى العام الماضي طرق باب زويس العديد من الزوار غير المتوقعين.

وزويس هو واحد من بين 100 شخص معظمهم من أصحاب المعاشات يعيشون في قرية ايدوميني على الحدود اليونانية، والتي أصبحت نقطة محورية في أزمة اللاجئين التي أثبتت أنها تفوق قدرة اليونان على استيعابها.

وتقطعت السبل بنحو 30 ألفا من المهاجرين واللاجئين في اليونان أكثر من ثلثهم في ايدوميني في انتظار فتح الحدود مع مقدونيا.

وقال زويس (82 عاما) "نشعر بالأسى الشديد تجاههم. نعرف أنهم جوعى لكن عددهم 10 آلاف ونحن 100 فقط. وإذا جاء المزيد ماذا سيحدث؟".

ويراقب مع صديقه ثيودوروس موتافتسيس الوضع بقلق متزايد مع اتساع رقعة المخيم المقام في المروج أمام منازلهم يوما بعد يوم. وقال موتافتسيس "إن أول شيء نتحقق منه عندما نستيقظ كل صباح هو مدى اقترابهم من القرية. ونتحقق أيضا من فقد أي شيء".

واختفت عشر دجاجات من حديقته في الشهر الماضي ويعتقد أن أشخاصا من المخيم سرقوها. وقال "هؤلاء الفقراء جائعون والدولة لا تساعدهم. إنها غائبة تماما".

وكان هناك ما يتراوح بين 11 و12 ألف شخص في مخيم مؤقت أمس الخميس، في انتظار فتح الحدود لمواصلة طريقهم داخل أوروبا. وخلال النهار وصلت حافلة صغيرة ونزل منها قس يوناني بزيه الأسود المميز وكان يحمل معه بضائع بصحبة مجموعة من أبرشيته التي تبعد نحو 50 كيلومترا. وخلال ثوان معدودة اختفت 300 حقيبة بلاستيكية بها زجاجات مياه وكيسا من المعكرونة وبرتقال وبعض الخبز.

وقالت واحدة من سكان القرية تدعى سانتولا سوبلي، "لدينا مشاعر متناقضة تجاه الأمر. نشعر بنوع من انعدام الأمن لكننا نشعر كذلك بالأسف الشديد تجاه الأطفال الذين يعيشون داخل المخيم في ظروف بالغة السوء".

وتابعت وهي تقف أمام المقهى الوحيد في ايدوميني الذي اكتظ بالمهاجرين الذين يحتسون الشاي ويعيدون شحن بطاريات هواتفهم المحمولة إن الوضع لا يمكن السكوت عليه. "كانت الأجواء هادئة هنا في السابق".


اقرأ أيضا:رئيس الاتحاد الأوروبي يزور تركيا واليونان لبحث أزمة الهجرة