يوليو شهد تهافتاً غير مسبوق على شراء المنازل في المملكة المتحدة

يوليو شهد تهافتاً غير مسبوق على شراء المنازل في المملكة المتحدة

17 اغسطس 2020
ارتفاع الطلب بالرغم من كورونا (Getty)
+ الخط -

شهد شهر يوليو/تموز 2020 تهافتاً لا نظير له منذ عشر سنوات على شراء المنازل في المملكة المتحدة، حيث تمّ الاتفاق على بيع عقارات بقيمة تزيد عن 37 مليار جنيه إسترليني، وذلك بحسب ما أوردت شبكة "سكاي نيوز"، اليوم الاثنين.

و يأتي هذا الارتفاع على الرّغم من دخول المم-لكة المتحدة في أكبر ركود على الإطلاق، وفقًا للأرقام الرسمية التي تعرض تأثير أزمة فيروس كورونا على الاقتصاد.

ويتزامن أيضاً، في أعقاب تعليق سوق العقارات خلال فترة إغلاق البلاد. في المقابل، يبدو أن تعليق رسوم الضريبة على العقارات، في يوليو/ تموز الماضي، ساهم في تشجيع المزيد من الناس على الشراء.

وكانت قيمة مبيعات العقارات قد بلغت، في يوليو/ تموز 2019، 25 مليار جنيه إسترليني.

وفي هذا الشأن يقول موقع شركة العقارت " Rightmove" إنّ متوسط سعر الطلب لمنزل في المملكة المتحدة بلغ في أغسطس/ آب 319،497 جنيهًا إسترلينيًا، بانخفاض بنحو 0.2٪ عن شهر يوليو/ تموز حيث بلغ 320.265 جنيهًا إسترلينيًا، وهو رقم قياسي.

وعلى الرغم من ذلك، سجلت اسكتلندا وويلز ويوركشاير وهامبر وشمال غرب إنكلترا وشرق ميدلاندز ووست ميدلاندز وشرق إنكلترا، مستويات قياسية جديدة في أغسطس/ آب، بينما انخفض سعر الطلب الوطني في لندن، وتدّنى متوسط الأسعار بنحو 2٪.

وخلال الفترة الممتدة من 5 إلى 12 أغسطس/ آب، ارتفعت المبيعات بنسبة 60٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وابتعدت عن التباطؤ المعتاد في فصل الصيف، حيث عادة ما تنخفض أسعار المنازل، مع اختيار الكثير من الناس السفر في عطلة. 

في هذا السياق، يقول مايلز شيبسايد، مدير شركة "Rightmove"، إنّ "البريطانيين عادة يربطون الصيف بالاستمتاع بالإجازات، بدلاً من سوق العقارات، والسباحة والرمل والشمس بدلاً من الطوب، لكن المشترين حقّقوا فورة إنفاق شهرية قياسية بلغت 37 مليار جنيه إسترليني هذا العام".

وأضاف أن "الزيادة في المبيعات لم تكن فقط بسبب خفض وزير المالية لرسوم الضريبة في إنكلترا وأيرلندا الشمالية"، لافتاً إلى أنّ المزيد من العقارات تطرح في الأسواق مقارنة بالعام الماضي في جميع المناطق، وعلى المستوى الوطني يبدو أن العرض الجديد والطلب المتزايد متوازنان نسبيًا.

وتابع، "مع ذلك فأولئك الذين أعربوا عن رغبتهم الأكبر في المضي قدمًا في الشراء، هم في لندن والحزام المحيط بها".

بدوره، يقول كيفن شو، المدير العام للمبيعات السكنية في مجموعة "ليدرز رومانس"، إنّه "نظرًا لأن الكثير منّا يواصل العمل من المنزل، أدرك الناس أنّه باستطاعتهم العمل بشكل جيد من دون الحاجة الى الانتقال إلى المدن الكبيرة، أو العيش في بيئات حضرية أقرب إلى المكاتب".

وأضاف أنّ "هناك طلباً حقيقياً على العيش في المناطق الريفية التي توفر مساحات خضراء"، موضحاً أنّ "عطلة رسوم الضريبة"، التي أعلن عنها مؤخرًا، هي عامل آخر لتسريع السوق أيضًا، حيث يستغل العديد من المستثمرين والمشترين هذه الفرصة.

أما دومينيك مورفي، المدير العام، لوكلاء العقارات في "DM & Co" في سوليهول، فقال إنّه يعتقد أن السوق سيظل مزدهرًا حتى يبدأ تأثير فقدان الوظائف بالظهور، ويضرب السوق بكامل قوته.

وكان إغلاق البلاد قد أثار أزمة التوظيف، وصدرت أرقام منفصلة في 11 أغسطس/آب، تظهر أكبر تراجع في التوظيف لأكثر من عقد خلال الفترة الممتدة من إبريل/نيسان إلى يونيو/ حزيران.

كذلك أظهرت البيانات، التي تغطي شهر يوليو/ تموز، انخفاضًا في عدد العاملين في كشوف الرواتب بمقدار 730 ألفًا منذ بدء الإغلاق.

وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) بأنّ التوقف القسري للنشاط من خلال الإغلاق، بسبب فيروس كورونا، يعني انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 20.4٪ في الربع الثاني من العام  2020.

المساهمون