يوري تيليمانس..الموهبة وحدها لا تكفي للتألق في الدوريات الكبيرة

08 نوفمبر 2015
+ الخط -


تزايد صراع الأندية العملاقة على المواهب الشابة في مختلف ملاعب العالم، ومع تحول المنافسة بين الكبار إلى حرب حامية الوطيس داخل الملعب وخارجه، أصبح التفكير في المستقبل أمراً ضرورياً أكثر منه خياراً إضافياً، لذلك انتشر كشافو الفرق في كل مباراة، وتضاعف الاهتمام بأكاديميات الناشئين، من أجل خطف المواهب الصغيرة، وتحويلها إلى نجوم درجة أولى في سنوات قليلة، لحصد البطولات الجماعية والجوائز الفردية.

تيليمانس القادم
دخل يوري تيليمانس دائرة الضوء مؤخراً، البلجيكي الصغير الذي يعتبر من أفضل 20 موهبة شابة في 2015، والنجم الأول لفريقه أندرلخت، صار موضع اهتمام مختلف أندية القارة العجوز، وعلى رأسها برشلونة، النادي الكتالوني الطامع في تحقيق أكبر استفادة من كل ميركاتو قادم، بعد انتهاء عقوبة الفيفا.

تيليمانس لاعب وسط صريح، يتألق بشدة في طريقة لعب أندرخلت، 4-4-2 ومشتقاتها، فهو صانع اللعب المتحرك والمهاجم المتأخر، حينما يقرر مدربه الرهان على 4-4-1-1، كذلك هو لاعب الوسط المساند إذا تحولت الخطة إلى ثلاثي الارتكاز، لأنه يتمتع بمهارة فائقة في التعامل بالكرة، مع تمركز مثالي أثناء التحولات من الدفاع إلى الهجوم، والعكس.

تيليمانس وأقرانه هم النموذج القادم في الكرة الحديثة، لا تخصص ولا رفاهية، بل مجموعة تجيد اللعب في أكثر من مركز، مع تغطية أكبر قدر ممكن من الفراغات بين العمق والأطراف، لذلك يعتبر هذا اللاعب مثالياً للأندية التي تلعب على البطولة، ويشبه بعض الشيء لوكا مودريتش نجم ريال مدريد وكرواتيا، في قدرته على الجمع بين مركزي صانع اللعب ولاعب الارتكاز الصريح في آن واحد.

أضواء الشهرة
تمثل فرصة الانتقال من دوري ضعيف إلى آخر عملاق حلماً بعيد المنال أمام اللاعبين الصغار، ومجرد تحقيقه يتحول الأمر إلى حالة من التشبع أو الغرور، وحتى في حالة ابتعاد الناشئ الصغير عن كل هذه الصفات السلبية، فإن عامل الضغط يكون هو العنصر الفعال في المعادلة المشتركة بينه وبين ناديه.

الأمثلة كثيرة على صعوبة التكيف، ولنا عبرة بميرتوفيتش، الصربي المنتقل من أندرلخت إلى نيوكاسل، والهداف السابق للدوري البلجيكي. فبعد قدوم اللاعب إلى البريمرليغ، توقع أغلب المتابعين صعوداً مضاعفاً في قدرته وأرقامه، لكن حتى الآن يعاني اللاعب بشدة من عملية التأقلم، بالإضافة إلى متطلبات جماهير نيوكاسل، والتي تنتظر منه دائماً وأبداً أهدافاً غزيرة، على خطى أندرلخت.

من المتوقع نجاح ميتروفيتش بالدوري الإنجليزي، لكن العملية بأكملها تحتاج إلى عامل الوقت، وهذا ما لا يتوافر في الصفقات التي تأتي مع ضجيج إعلامي، وفي الغالب يدفع اللاعب الشاب فاتورة الأمنيات المعقودة عليه، وهذا الأمر من الممكن تكراره مع تيليمانس، في حالة انتقاله إلى إسبانيا.

دراما الضغط
هاليلوفيتش وأوديغارد، ثنائي آخر من فرق صغيرة إلى عملاقي الليغا، الأول مع برشلونة والآخر إلى ريال مدريد. لكن الضغط هذه المرة كان الفارق، لأن النقلة كانت قياسية بالنسبة للشابين، بالإضافة إلى صغر سنهما مقارنة بالأسماء الشهيرة في الفريقين الكبيرين، وانتهى الأمر سريعاً بإعارة الكرواتي إلى خيخون، مع طلب النرويجي الانتقال إلى فريق آخر، ولو على سبيل الإعارة.

وبالتالي يحتاج اللاعبون الصغار إلى معاملة خاصة، مع تقليل حجم المتطلبات الجماهيرية والإعلامية، وخصوصاً أن اللعب في الأندية الكبيرة له قواعده الخاصة، وليس من السهل أبداً توقع نجاح لاعب ما في زمن قياسي رفقة فريق بطل. حتى النماذج الناجحة مثل بوغبا، احتاجت إلى الوقت والدعم حتى تلمع في يوفنتوس، بعد أن عانت الأمرين مع مانشستر، ولم يستطع اللاعب الحصول على مقعد أساسي في تشكيلة السير.

لذلك يعتبر يوري تيلميانس "مشروع" لاعب كبير، لكن المشوار أمامه لا يزال طويلاً، ومن المنطقي حاجة أندية بقيمة برشلونة ومان سيتي إلى الموهبة البلجيكية، لكن ليس من أجل الدعم الحالي للتشكيلة الأساسية، بل في سبيل تحقيق أفضل عمق ممكن في المستقبل القريب، لأن الرهان القادم على الغد وليس اليوم.

لمتابعة الكاتب

المساهمون