يحلُمان بالنصر

10 مايو 2015
(بيار كروم/Getty)
+ الخط -

يستعدّ هذا الثنائي (الصورة)، للاحتفال بعيد النصر في مدينة دونيتسك الأوكرانية. تُسوّي الفتاة ثياب صديقها. يجب أن يكونا مستعدين على أكمل وجه. المناسبة ليست عادية. هي تاريخٌ يعيشان تفاصيله من خلال قلّة ما زالوا أحياء، وقد عاشوا ويلات الحرب العالمية الثانية. هؤلاء لم يتوقفوا يوماً عن سرد مآسيهم. فالمعاناة تعلَقُ بالروح كما في الذاكرة.

يعرف الثنائي أن يوم أمس يصادف عيد النصر على النازية، الذي تحتفل فيه روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. لديهما موقف في ظل الأزمة الأوكرانية. فهما من مدينة دونيتسك الموالية لروسيا. وقد اختارت الاحتفال معها بعكس العاصمة الأوكرانية كييف، التي أحيت هذه الذكرى أول من أمس، على غرار الحلفاء المنتصرين.

في ذاكرتهما التي ما زالت قيد التكوين قصصٌ كثيرة. سنوات طويلة مرّت على انتهاء هذه الحرب. مع ذلك، يصعب نسيانها. فأوكرانيا تعيش حرباً اليوم. تتكرر المعاناة، وإن كانت أكثر قساوة بالمقارنة مع أيام النازية. ها هي المآسي تلاحق الشباب وتجبرهم على الاختيار. ربما لا يدركان أن القضايا تبعدهما عن أحلامهما.

لطالما سمعا قصصاً عن الجوع والموت والدمار. في أوكرانيا أناس يجوعون اليوم. هذه قاعدة الحروب. ربما تجسّد هذه الذكرى الانتصار على الألم. لدى هذا الثنائي أحلاماً كثيرة. لكن الحروب والقضايا قد تقضم بعضاً منها أحياناً.