ياسر برهامي خنجر في ظهر السيسي

ياسر برهامي خنجر في ظهر السيسي

28 مايو 2014

صندوق اقتراع في الانتخابات المصرية (مايو 2014 أ.ف.ب)

+ الخط -

قد يبدو عنوان المقال صادما لقراء كثيرين، سواء من يؤيد عبد الفتاح السيسي أو من يعارضه، إذ كيف يكون القيادي السلفي، ياسر برهامي، والذي ساند السيسي والانقلاب من أول يوم، ودعا تلامذته وبقايا حزبه لمساندته، عند ترشحه للرئاسة، فكيف يكون خنجراً مسموماً في ظهر السيسي وأتباعه من جماعة 30 يونيو؟
قام تحالف 30 يونيو (30 حزيران 2013) على أسس لا تستمر، ففضلا عن إلغائه إرادة الشعب المصري، فقد قام على أشخاص بينهم علاقة تضاد لا تلتقي، إذ كيف يلتقي من يقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وفصل الدين عن الدولة، بمن يكفّر من يقول هذا الكلام؟! وكيف تلتقي الكنيسة مع حزبٍ تؤمن بأنه متشدد، ويؤمن بأنها تقوم على نجاسة. لذا، سترى العجب فيما أنقله لك في هذه السطور عن شيخ حزب النور، الدكتور ياسر برهامي.
هل تعلم أن برهامي يكفر عددا ممن شاركوا في تحالف 30 يونيو، يقول: (فأما الكفر الأكبر فأنواع  ومن هذا النوع أيضا أي: من يجحد شريعة الله المعلومة من الدين بالضرورة، من يقول: لا دين في السياسة، ولا سياسة في الدين، وأن السياسة: نظام الحكم لا دخل للدين به، وأن الدين علاقة شخصية بين العبد وربه تبارك وتعالى، ويعتقد أن الدين شعائر فقط، وينكر أحكام الله في الحدود والمعاملات والأموال والدماء، وغيرها، مثل: إنكار قطع يد السارق، وجلد الزاني، وحرمة الربا، والقول  إن هذه الأمور ليست من الدين، هذا كله كفر بالإجماع، ولا نزاع فيه بين المسلمين. (من كتاب المنة شرح اعتقاد أهل السنة للشيخ ياسر برهامي ص: 134) وبالتأكيد، معظم القوى العلمانية والمدنية التي شاركت في 30 يونيو تقول بهذه المقولة: لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة، فكيف يتحالف برهامي مع من أتوا بالكفر الأكبر؟


أما الخنجر الثاني الذي يصوبه برهامي، وفي الصميم، للسيسي وبرنامجه الذي يقوم على التسول من الخارج، والتسلط على أموال المصريين في الداخل والخارج، من خلال الضرائب وفرضها، فيقول الشيخ ياسر برهامي، أدام الله ظله، مفتيا بحرمة دفع الضرائب ومشروعية التهرب منها، إذ يقول: (فمن البدع في قواعد المعاملات أن يؤصلوا لزوم أخذ الضرائب من الناس، فيلزم الناس به، كما تلزمهم الشريعة، ويذم من خالفه كما يُذم من خالف الشريعة، فيعدون التهرب من الجمارك والضرائب من أعظم الذنوب، بل ربما عدّوه أشد من ترك الزكاة، فهذا من البدع، مع أنه أيضا ظلم وعدوان، لأنهم أدخلوها في حيز التشريع، وجعلوا لها قواعد، وألزموا الناس بها، وبعض الناس كانوا لا ينتبهون إلى أن أخذ الضرائب مخالف للشريعة) انظر: كتاب المنة لياسر برهامي ص: 284،283. فلو طبق المصريون هذا الرأي العلمي، من المؤكد أنه يعجل بانهيار برنامج السيسي، وإنهاء الانقلاب.
وهناك حليف ثالث، يقف برهامي بخنجر ثالث في ظهره، على الرغم من أنه مدحهم في تفتحهم، وتفاهمهم، وهي الكنيسة، فقد وصف قدّاسهم بالنجاسة، ومن يشارك في تهنئتهم بعيدهم وقداسهم فقد تنجس. (المنة لياسر برهامي ص: 164)
أما الدستور الذي بين أنه لا يخالف شرع الله مطلقاً، ودعا بقايا حزبه لتأييده، فقد قال عن مثيله: (لكن الدستور الذي يتضمن خلاف شرع الله هو الذي يضر، مثل أن يتضمن أن الزاني لا يقام عليه الحد، أو أي نوع من العقاب، إذا كان برضا الزانية، ولم تكن متزوجة، وكانت فوق الثامنة عشرة، كما تنص القوانين الفرنسية، والتي أخذت منها كثير من القوانين المطبقة في البلاد العربية)، ثم ساق نماذج منها وختمها برأيه فقال: (فهذا من الشرك الأكبر الذي لا يشك مسلم أنه من الكفر البواح). (المنة لياسر برهامي هامش ص: 132،131)
أما الرأي الأخطر على السيسي، عندما يتأمله تلامذة برهامي، بعد نجاح السيسي في انتخابات الرئاسة، فهو قوله: (... فالتهنئة على الولايات الظالمة من الأمور المنكرة المحرمة، ولو أن أحدا هنأ ظالما على ولاية، يعلم أنه ظالم فيها، أو هنأه على منصبٍ، يتولى ظلم الناس فيه، لكانت هذه موالاة محرمة، كمن هنأ شخصاً لأنه صار طاغيا يحكم بغير ما أنزل الله، أو أنه صار مطالباً بالحكم بغير ما أنزل الله، أو صار ممن يطبق أحكاماً، تخالف شرع الله عز وجل، فيظلم الناس، أو يضربهم، أو يؤذيهم، والناس يتبادلون التهنئات بمثل ذلك، وهذا لا يجوز) ( المنة لياسر برهامي ص: 165، 164)
هذه النقول، عزيزي القارئ، غيض من فيض برهامي وبقايا حزبه، في كتاب يعد المصدر الأول لدعوته، وهو كتاب تتبناه الدعوة السلفية، وحزب النور، فهو يشبه عند "الإخوان المسلمين" مثلا ـ رسائل حسن البنا. حتى نقل عنه بعضهم قوله: من لم يقرأ المنة، فليس منا. ولا أدري صحة النقل عنه. لكن، يظل كلامه شاهداً على فكره ورأيه، ومنه نقلنا.


 

دلالات