يعتبر ويلشير جاك من لاعبي الوسط أصحاب النزعة الهجومية، ارتكاز له نظرة مختلفة وقدرة على التحكم في الكرة، بالإضافة إلى واجباته الدفاعية. لذلك تم توظيف اللاعب الإنجليزي في خانة الارتكاز المساند، بسبب قدرته على أداء دور صانع اللعب من العمق أو صانع اللعب الخلفي أسفل دائرة المنتصف.
الدور الكلاسيكي
قام لاعب أرسنال بتنظيم اللعب والتمرير من الوسط إلى الثلث الهجومي، فيما يعرف تكتيكياً بالـ Deep Lying Playmaker. لكن أداءه تراجع بعض الشيء قبل الإصابة، ووجد صعوبة بالغة في عملية إخراج الكرات من الخلف، وبالتالي واجه أرسين فينجر مشاكل عديدة، خصوصاً أمام فريق مثل تشيلسي.
من الأفضل تصنيف ويلشير على أساس أنه لاعب وسط هجومي صريح، يعشق التوغل إلى الأمام، ويضرب المدافعين بالكرة وبدونها، مستغلاً المساحات الشاغرة في القنوات الخلفية، لكنه أبعد ما يكون عن دور لاعب الدائرة المتحكم في مجريات المباريات. "نجاعة جاك في الثلث الهجومي الأخير"، هكذا يصفه أرسين فينجر، مدربه المؤمن تماماً بأن ويلشير من الصعب وضعه في مركز "المايسترو" ضابط الإيقاع.
طريقة لعب أرسنال
يخرج تكتيك المدفعجية مؤخراً من خطة 4-1-4-1، وفرانسيس كوكلين هو الواحد بين الأربعات، أي "الهولدينج" الصريح أمام رباعي الدفاع، وخلف رباعي الوسط. يقوم المدفعجي الصغير بدور محوري في خلق الفراغ اللازم للتمرير، وصنع المساحة التي تحتاج إلى تحرك لاعب آخر، لذلك هو لا يصنع اللعب من الخلف، بل يُسّهل مهمة الآخرين في الوصول إلى ذلك.
كوكلين يتحرك يميناً، يساراً، في الخلف وإلى الأمام، من أجل فتح الطريق أمام قلبي الدفاع للتمرير السريع إلى كازورلا أو أوزيل، وحينما يستلم هذا الثنائي الكرة في المنتصف دون رقابة، من الممكن حدوث الفارق.
يناسب ارتكاز أرسنال الشاب طريقة لعب أرسين فينجر، لأن الفرنسي يحب الهجوم، لكنه ليس من هواة السيطرة والحيازة، ويريد اللعب السريع والمباشر، والاختراق العمودي من الخلف إلى الأمام، ويحصل الثنائي كازورلا وأوزيل على مساحات أكثر مؤخراً، بسبب عدم وجود لاعب ثابت في منتصف الملعب.
تكمن خطورة عازف الليل في استلامه الكرة بعيدا عن الثلث الهجومي الأخير، لأنه يمتاز بنظرة كروية ثاقبة، ويعرف كيف ومتى وأين يمرر الكرات خلف المدافعين، بينما يحصل الإسباني على حرية أكبر تساعده في التحكم أثناء المرور بالكرة، وكل هذه الطرق تؤدي إلى نهاية واحدة، من الممكن أن يرحل ويلشير.
الحاجة تبرر الوسيلة
قدم أرسنال أداء مختلفا في الدور الثاني من عمر البطولة الإنجليزية، وصنع لاعبوه بطولات خيالية، ولولا البداية الكارثية للفريق، لكان هناك كلام آخر في البريميرليج هذا الموسم. ويحتاج المدفعجية إلى بعض التدعيمات لإضافة صبغة الفريق "البطل" إلى خطة المدرب فينجر، ومع سياسة الدفع بحساب وبتحفظ، فإن إدارة الفريق يجب أن تفكر فعلياً في بيع ويلشير، من أجل ضم أسماء تقضي تماماً على نواقص الفريق.
يعتمد الفريق اللندني على التحركات المستمرة في الوسط، وتحول اللاعبين المهاجمين إلى المنتصف، للقيام بدور المظلة في التسليم والاستلام بطريقة الـOutlet، لذلك يجب أن يتمتع مدافعو أرسنال بالقدرة على التمرير، وبمعنى أوضح يجب أن يكون المدافع بدرجة لاعب حقيقي لكرة القدم، ولكل هذه الأسباب، فإن فينجر يحتاج إلى مدافع إضافي يقوم بهذا الدور ويربط بين الخط الأخير وبقية خطوط الملعب.
وبالإضافة لمردود جيرو المميز، فإن هناك تركيزا كبيرا على تصريحات هنري الأخيرة الخاصة بضرورة تعاقد المدفعجية مع مهاجم جديد، لأن جيرو بمفرده غير كاف. ويحتاج أرسنال إلى مهاجم جديد، على طريقة المركز 9 القوي، لاعب قادر على المرونة التكتيكية وتغيير جلده حسب ظروف كل مباراة، وكما يريد منه الجهاز الفني، من جناح حقيقي على الطرف في طريقة لعب 4-2-3-1، إلى مهاجم متأخر وصانع لعب أمام منطقة الجزاء في طريقة 4-4-2، نهاية بدوره الأساسي كمهاجم صريح مع وجود ثنائي عن يمينه ويساره، وإذا غطى أرسنال هذه المراكز فإنه يستطيع المنافسة على اللقب المحلي مستقبلاً.
السيتي
يايا توريه بنسبة كبيرة جدا سيخرج من مان سيتي هذا الصيف، وفي الغالب ستكون وجهته لأحد الفرق الإيطالية، بعد تأكيدات مدير أعماله، لذلك زادت الأخبار الأخيرة حول رغبة مسؤولي مانشستر سيتي في التعاقد مع جاك ويلشير، لاعب الوسط الذي سيعوض رحيل الفيل الإيفواري داخل ملعب الاتحاد.
من الصعب مقارنة ويلشير بتوريه، وفكرة وضع مقارنات مستمرة تؤدي في النهاية إلى نتائج سلبية، لكن مركز ويلشير الجديد يناسب جداً خطط السيتي في حالة عدم وجود يحيى، لأن جاك لاعب وسط هجومي، سيجيد الربط مع دافيد سيلفا في الأمام، بالإضافة إلى تبادل المراكز مع المهاجم أجويرو، لذلك من الممكن أن يسجل ويلشير أهدافا عديدة إذا انتقل للسيتي.
يريد البطل الأسبق للدوري الإنجليزي لاعب ارتكاز دفاعيا، لكي يقوم بكافة العمل الشاق أمام الدفاع، مع إعطاء الحرية الكاملة للأسماء الرنانة في الهجوم، في سبيل الوصول إلى التوازن المطلوب، للعودة مرة أخرى إلى منصات التتويج.