وهُجِرت باريس

وهُجِرت باريس

01 فبراير 2019
ستيفان غاردنر/ فرنسا
+ الخط -

في السنوات الخمس الأخيرة، غادر باريس أكثرُ من خمسة آلافٍ من "سكّانها الأصليّين"، ويُتوقَّع أن تستمر "الهجرة" منها إلى غاية 2025، بحسب "المرصد الباريسي للعمران".

وقد صَوّرت الفنون والآداب هذه النزعة، فصارت الهجرة من باريس وانتقادُها، ووصف تبعاتها، ثيمةً في بعض الأغاني الفرنسية؛ ومن أشهرها أغنية "باريس: لم أعُد أحبك" لـ ليو فيري؛ إذ تغنَّى بقبْح هذه العاصمة وكال لها الشتائم، أو ريتشارد غوتانيي في مقطوعته: "باريس، رائحتُكِ كريهة"، ومؤخّراً زاداس الذي توَجَّه إلى الباريسيّين العابسين ناقداً بُرودهم: "ابتسموا أيها الباريسيّون".

وأمّا أسباب الطلاق البائن مع هذه المدينة فعديدة؛ يتّصل بعضها بالتغييرات العمرانية التي شوّهت وجهها التاريخي، وانتشار أنماط البناء الحديثة التي غدت تلتهم المساحة بأحياء فولاذية وناطحات سحابٍ لا روح فيها، وكذاك أخلاق الباريسيّين الباردة، وتسارعهم في الطرقات، علاوةً على ما صار ينتشر فيها من المُشرّدين والسكارى والمجانين.

أين ذلك من صورة باريس التي رُسمت في الذهنية العربية منذ القرن التاسع عشر؟ فهل يُفضَّل أن نحتفظ بتلك الصورة الوردية، أم علينا أن نكتشف الصورة السوداوية التي يرسمها سكّانها؟

دلالات

المساهمون