وهمٌ اسمه الدخول الأدبي

وهمٌ اسمه الدخول الأدبي

14 سبتمبر 2016
غرافيتي للفنان الإسباني آريز في الدار البيضاء
+ الخط -

تبدو الحركة الثقافية المرتبطة بجديد الكتاب الأدبي موسمية في المغرب، تنتهي فصولها مع نهاية "المعرض الدولي للنشر والكتاب" في الدار البيضاء الذي يقام عادة في فبراير/ شباط من كل عام.

حتى الآن، لا يوجد برنامج رسمي مسطّر ومقيّد بالزمان والمكان يؤسّس بشكل رسمي لدخول أدبي واضح المعالم في المغرب، رغم أن التعبير يستخدم للدلالة على منجزات السياسات العامّة في مجال الثقافة، كما أنه تعبير يُتداول للتفاؤل لا غير بالنسبة إلى البعض، ومن هؤلاء رئيس "اتحاد الناشرين المغاربة"، عبد القادر الرتناني.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يؤكّد الرتناني أن الإصرار على سنّ موسم للدخول الأدبي، جعل الاتحاد يبادر إلى جمع جهود 15 داراً للنشر العام الماضي، بنية أن تُعقد المبادرة كل عام في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر. ويعتبر أن ذلك يساهم في "نسج علاقة وجدانية وفكرية بين المتلقّي والكتاب"، مبيناً أن المبادرة ستقام هذا العام في مراكش، حيث سيكون القرّاء على موعد مع معرض يضمّ 170 عنواناً مغربياً جديداً.

المبادرة لا تعني وجود تقاليد للدخول الأدبي في المغرب، لأن بعض الناشرين، وفقاً لـ الرنتاني، ليسوا على وعي كافٍ بأهمية الأمر سواء بالنسبة إلى سوق الكتاب أو الكتّاب أنفسهم أو القرّاء. من جهة أخرى، يلفت الرنتاني إلى تضارب يقع بين الدخول الأدبي والدخول المدرسي، حيث ينشغل ناشرون كثيرون بطباعة الكتاب المدرسي، ما يؤجل الدخول الثقافي إلى تشرين الثاني/ نوفمبر.

من جانبها، ترى عضو "مكتب الراصد الوطني للنشر والقراءة" فاطمة الزهراء المرابط،، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الدخول الأدبي الحقيقي يرتبط بمناسبة كبرى ومؤثرة على الوسط، من هذا المنطلق يمكن اعتبار المعرض الدولي للكتاب وما يرافقه من تظاهرات ثقافية وتوقيع إصدارات جديدة مؤشراً فعلياً لانطلاق الدخول الأدبي".

بدوره، يذهب الروائي والباحث في الجماليات موليم العروسي إلى أننا لم ننخرط بعد في تقاليد الدخول الأدبي، "بحكم ارتباطها بنمط ثقافي خاص بدول صناعية، ونحن مرتبطون بدورات المجتمعات الزراعية. وبالتالي فالدخول الأدبي يرتبط بما هو تجاري في البداية".

يضيف صاحب "ملائكة السراب"، في حديثه إلى "العربي الجديد"، أن "دور النشر وقاعات العرض والأسواق الثقافية والفنية عامة في الدول الكبرى، تقرّر أن تُدخل الناس في نمط جديد من الاستهلاك مباشرة بعد الرجوع من العطل. لكن هذه السوق غير موجودة في المغرب، لذا تحوّلت حمّى الطبع والنشر إلى عشية انعقاد معرض الكِتاب الذي ما زال المسؤولون يتردّدون في وضع تاريخ محدد له".

هذا الأمر يدفع البعض إلى القول، بأن الزعم بوجود موسم للدخول الأدبي يحمل قدراً كبيراً من المبالغة والمغالاة، خصوصاً أنه مرتبط بكل ما يشجّع على خلق فضاءات إبداعية وثقافية داخل المجتمع، أي بوجود إستراتيجية ثقافية رسمية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية أيضاً.


المساهمون