وشددت جيرار على أن "معظم المهاجرين السوريين إلى أوروبا يأتون من داخل سورية وليس من دول الجوار"، مضيفة أن "الدخول إلى لبنان من سورية منذ يناير/كانون الثاني الماضي صار خاضعاً للتأشيرة، لذا فدخول الناس إلى لبنان كلاجئين صار أمراً محدوداً جداً باستثناء بعض الحالات الإنسانية".
ولفتت إلى أن "بعض اللاجئين يغادرون من أجل إعادة توطينهم في بلدان أخرى، بعضهم يحصلون على فيزا للم الشمل مع عائلاتهم ويغادرون، وهناك الوفاة الطبيعية وهذا يعني شطبهم من قوائمنا، وهناك أشخاص لم يعودوا موجودين أبداً". وشددت أن على كل لاجئ أن يزور المفوضية كل مدة لتجديد أوراقه، فإذا لم يحصل ذلك "نزورهم في منازلهم أو أماكن إقامتهم نسأل عنهم جيرانهم طوال أسابيع، وحين نتأكد بأنهم لم يعودوا هنا نقوم بشطبهم".
اقرأ أيضاً: لاجئون بلا مساعدات.. ظاهرة "إرهاق الدول المانحة"
وأضافت جيرار "قمنا العام الحالي بشطب أكثر من 100 ألف لاجئ، وهو عدد يفوق عدد الذين شطبناهم السنة الماضية". وبيّنت أنه في أواخر يوليو/تموز الماضي "كان هناك 1.2 مليون لاجئ سوري مسجلين (لدى المفوضية) والآن أصبح العدد 1.078 مليون".
وأشارت إلى أن المفوضية تبذل جهوداً مضنية لتلبية الحاجات، مشيرة إلى أن "المساعدات الإنسانية لا تتلاءم مع تزايد حاجات اللاجئين". ورأت أنه نتيجة كل هذه الضغوطات "يمكنك أن تفهم لماذا يتخذ اللاجئون قرارات يائسة بالتوجه نحو المتوسط ويحاولون ترك لبنان والأردن" إلى أوروبا. كذلك شددت على الحرص على الاستعداد مع قدوم الشتاء وقالت: "سيكون الشتاء كارثياً إذا لم نكن مستعدين".
اقرأ أيضاً: مفوضية اللاجئين تعد خطة للتعامل مع الشتاء بالأردن
وقالت جيرار إن "النية الطيبة" متوافرة في التعاون مع الحكومة اللبنانية "المحبطة من استقبالها عدداً كبيراً من اللاجئين، من دون أن يكون مستوى المساعدات مطابقاً للحاجات التي يجب تغطيتها وضمنها تنمية لبنان ودعم بناه التحتية كـالخدمات الصحية والتعليمية لتكون قادرة على امتصاص هذا العدد الإضافي من الناس".
ورأت أن "الطريقة الوحيدة" لحل مشكلة هذا العدد الكبير من اللاجئين في لبنان هي "حصول هؤلاء اللاجئين على قبول رسمي بإعادة توطينهم في بلد ثالث، لأنه من غير الآمن لهم أن يعودوا إلى سورية"، لافتة إلى أن "هناك العديد من البلدان التي عرضت إعادة التوطين، لكن حتى الآن فإن عدد من جرى توطينهم لا يتعدى بضعة آلاف".
وكشفت أن المفوضية بدأت "بتلقي عروض كوتا لإعادة التوطين من بلدان جديدة مثل دول في أميركا اللاتينية بالإضافة إلى بلدان أوروبية. وهذا ما يجعل الناس يغادرون من هنا بأمان بدلاً من الهجرة عن طريق المهربين في البحر". وشددت جيرار على أنه لا يمكن وضع حد لمعاناة اللاجئين من دون حل سياسي للأزمة السورية. وحذرت "لا نعرف ماذا سيجري في سورية، ربما سيكون هناك المزيد من التهجير".
اقرأ أيضاً: مفوضية اللاجئين تدعو لتمويل "مبادرة المتوسط"