وقفة مع جوني منصور

وقفة مع جوني منصور

12 أكتوبر 2017
(جوني منصور)
+ الخط -

■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- ما يشغلني في هذه الأيام حصرياً، هو وضع اللمسات الأخيرة على بحث تفصيلي، قمت بإعداده لمناسبة مرور مائة عام على صدور تصريح بلفور، وسيصدر في كتاب في الأيام المقبلة عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر". منشغل أيضاً بمراجعة مخطوط لكتاب جديد عملت على إعداده في السنتين الأخيرتين، عن شخصية من القرن الـ19 لعبت دوراً بارزاً في تاريخ المجتمع الفلسطيني في الجليل، لن أكشف عن اسمها أو تفاصيل إضافيّة عنها، لأجعل الأمر مفاجأة في وقته.

■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
- آخر ما صدر لي كتاب بعنوان "يوم الأرض" (2017)، اهتممت فيه بجمع معلومات وتفاصيل كثيرة، حول الطريق الذي قطعه شعبنا الفلسطيني في الداخل، دفاعاً عن أرضه، وصولاً إلى يوم الأرض الخالد في 30 آذار/ مارس 1976. وتضمّن الكتاب خلفية تاريخية عن الأرض، وقوانين تتعلق بها من الفترتين العثمانية والانتدابية، وما حصل في 1848، وما تلاه من سياسات إسرائيلية لتجريد الفلسطينيين من أراضيهم، وتحويلهم إلى فاقدي أملاكٍ وأراضٍ بذرائع واهية. أما العمل المقبل، فأتمنى أن تتوفر لي الفرصة المناسبة لدراسة وثائق ذات صلة بموضوع تضامن المجتمع الفلسطيني بعضه مع بعض، في حرب 1948 قبل دخول المؤسسات الدولية لتقديم المساعدة.

■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- بطبيعة الحال، أنا راضٍ عما أقوم به، وما قمت به في السابق، لأن لدي خطة عمل تفصيلية لعدد من البحوث التي أنوي القيام بها مستقبلاً.

■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- كنت سأختار تماماً ما أقوم به الآن، لأنني أحب عملي وما أنتجه، من منطلق التِزامي الداخلي وقناعاتي الذاتية، بأن لي مساهمة لن أفوّتها خدمة لشعبي وقضاياه.

■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أنا أنتظر أمراً واحداً من هذا العالم، وهو الاعتراف الفعلي بحق الشعب الفلسطيني في الوجود على أرضه، وإعادة حقوقه المسلوبة وتصحيح الغبن الذي لحق به، ومن جملته ما لحق بي وبعائلتي على الصعيد الشخصي، كما كل العائلات الفلسطينية.

■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- كنت أود أن ألتقي تشي غيفارا لأسأله بعض الأسئلة، وفي مقدمتها كيف استطاع التنازل عن الذات الأنانيّة، ليصدّر لشعبه وشعوب أخرى مفاهيم الحرية والتحرّر.

■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- هناك كتاب أعود إليه بين فترة وأخرى وهو "كليلة ودمنة". هذا الكتاب يمنحك كقارئ ومتابع للشأن السياسي، مساحة واسعة من حرية التفكير، بل الإبحار في مساحة واسعة من التشبيهات والتحليلات، وإن كانت بلغة الحيوان فهي أقرب إلى العمل السياسي من أي لغة أخرى، لما نراه اليوم ونسمع به.

■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ الآن رواية لإبراهيم نصر الله بعنوان "حرب الكلب الثانية"، أهداني إياها قبل شهرين تقريباً، شدّتني كثيراً لكونها أيضاً تندرج في باب الخيال والتخيّل، الشيء الذي يحرّرك من الواقع لسويعات، ولكنه يعيدك للتو إلى ما نحن فيه.

■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أستمع في الأوقات الراهنة إلى أغاني أم كلثوم في الفترة الزمنية بين ثورة 1952 ورحيل عبد الناصر 1970. أدقّق في الكلمات وتطويعها اللحن أو بالعكس، وفي كيفية بناء الأغنية وعبقرية الملحنين من ذلك الزمن، وأرفض المقارنة مع ما يجري على ما يسمى بـ"الساحة الموسيقية" الآن، كي لا أنغص حياة كثيرين.


بطاقة: مؤرخ ومحاضر في موضوع التاريخ، ولد عام 1960 في حيفا بفلسطين المحتلة عام 1948، حيث يقيم اليوم. صدر له العديد من الكتب والدراسات من بينها: "رؤية معاصرة لحياة وأعمال المطران غريغوريوس حجّار" (1984)، و"شوارع حيفا العربية" (1989) و"أسماء ومصطلحات في تاريخ العرب والشرق الأوسط الحديث" (1990)، و"مسافة بين دولتين" (2004)، و"الاستيطان الإسرائيلي" (2005)، و"الخط الحديدي الحجازي" (2008)، و"إسرائيل الأخرى، نظرة من الداخل" (2009)، و"معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية والإسرائيلية" (2009)، و"المؤسسة العسكرية في إسرائيل" (2010)، و"خارطة حيفا العربية" (2014)، و"حيفا الكلمة التي صارت مدينة" (2015)، و"يوم الأرض" (2016) وغيرها، بالإضافة إلى مقالات وبحوث تاريخية مُحَكّمة.

المساهمون