وفيات وإصابات واستنفار في السعودية بسبب "هُدى"

وفيات وإصابات واستنفار في السعودية بسبب "هُدى"

الرياض

خالد الشايع

avata
خالد الشايع
09 يناير 2015
+ الخط -


أعلن الدفاع المدني في العاصمة السعودية، الرياض، والمنطقة الشرقية وشمال السعودية، حالة الاستنفار العام بسبب التقلّبات الجوية والرياح الشمالية شديدة البرودة التي تتعرض لها أجزاء كبيرة من الخليج، تتركز قوتها في المناطق الشمالية والوسطى من السعودية.
وغطت الثلوج مناطق القريات والحدود الشمالية وتبوك مع هبوط درجة الحرارة لخمس درجات تحت الصفر، في وقت لامست فيه الصفر في المناطق الوسطى، وتجاوزته نزولاً في القصيم والمجمعة، فيما يتوقع أن تصل لأقل من خمس درجات مئوية غداً، السبت، في المناطق الشرقية من السعودية.
ووجهت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض، جميع المستشفيات والمراكز الصحية بضرورة رفع درجة الاستعداد في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى الذين قد يتعرضون لمشكلات صحية بسبب موجة الغبار التي شهدتها جميع مدن المنطقة، وحذرت "صحة الرياض" من تأثيرات موجة الغبار على الأطفال.
ومن جانبها، أصدرت الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية توجيهاً لكافة المستشفيات بالتأكد من توافر الاحتياجات الكافية من الأدوية الخاصة بالحساسية والربو، مع ضرورة أن تكون جميع الكوادر الطبية على استعداد تام.
وكشف الناطق الإعلامي لصحة الشرقية، خالد العصيمي، أنه جرى رفع درجة الاستعداد لاستقبال المرضى وإعطائهم الأدوية اللازمة وإخضاعهم للملاحظة وإجراء الفحوص الطبية اللازمة لمعرفة نوع المرض ومدى حساسية الجسم وتأثره بالأجواء حوله.

وأكد خبير الأرصاد الجوية، الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم، عبد الله بن عبد الرحمن المسند، أن أجواء شمال وشرق ووسط المملكة تتعرض منذ مساء أمس، الخميس، لموجة غبار نتيجة عاصفة "هُدى"، والتي ربما تستمر حتى وقت لاحق من مساء اليوم، الجمعة، فيما من المتوقع أن تكون ذروة البرد يومي السبت والأحد في المناطق الشمالية، أما في المنطقة الوسطى والشرقية فستكون شديدة البرودة بدءاً من يوم الأحد حتى الثلاثاء، دون أي تغيير يُذكر في أجواء بقية المناطق.
وشدد المسند على أن "النظام المناخي الحالي في المنطقة يشهد منخفضين، الأول سطحي ومركزه شرق تركيا، والثاني علوي قطبي، وعندما يتزامن المنخفضان تحدث حالة من عدم الاستقرار الجوي القوية في المنطقة".


وكشف أن عاصفة "هدى" اعتمدت تسميتها لجنة تسمية الحالات المناخية المميّزة في السعودية بالتنسيق مع الدوائر المهتمة والمختصة بالأرصاد في الأردن وغيرها، وهي حالة جوية شاملة ليست ثلجية محضة، تتشكل فيها السحب والأمطار والثلوج والبَرَد والرياح العاتية المثيرة للغبار.
وتوقع المسند أن تؤثر الرياح الشمالية والشمالية الغربية المثيرة للغبار على شرق وشمال ووسط السعودية، إضافة إلى الكويت وقطر ومملكة البحرين، ما يشكل اضطراباً في مياه الخليج العربي يحول دون نزول الصيادين للبحر.
كما توقع أن تخف حدة نشاط الرياح الشمالية الباردة والمثيرة للغبار اليوم، الجمعة، ومن ثم تعاود نشاطها غداً، السبت، مشدداً على أن "الخرائط الجوية أشارت إلى أن خطوط التبريد العلوية على ارتفاع خمسة كيلومترات التي تصاحب حالة تساقط الثلوج النادرة فوق المنطقة"، متوقعاً أن تظلّل شمال السعودية يومي الجمعة والسبت، وتمتد حتى تشمل منطقتي الحدود الشمالية والجوف وأجزاء من تبوك.
من جانبه، أوضح خبير الأرصاد والطقس، عبد الله الحربي، أن "المنخفض الذي أثّر على أوروبا وتركيا وبلاد الشام وأجواء السعودية، تبعته جبهة باردة نشطة خلّفها التيار الهابط في مؤخرة المنخفض القطبي أدت إلى موجة غبار على بعض المناطق، وأن انخفاض درجات الحرارة سيغادر الجمعة"، ولكن سيتبعه منخفض قطبي آخر محمّل بالثلوج سيؤثر على الدول السابقة نفسها ويمتد تأثيره إلى داخل أجواء السعودية.
وأضاف: "تشير المعطيات الجوية إلى بداية تشكل منخفض قطبي غداً على تركيا ويؤثر على أجزاء كبيرة منها بالثلوج والأمطار، وحيث إن اندفاع الهواء سريع، فسيصل إلى بلاد الشام صباح الجمعة ويؤثر عليها بالأمطار والثلوج مع تدنٍ في درجات الحرارة بشكل كبير تصل في بعض المناطق إلى 4 درجات تحت الصفر، على أن يبدأ تأثيرة على شمال وشمال غرب السعودية لاحقاً، مع استمرار تدني درجات الحرارة مع أمطار متفرقة واحتمال تساقط الثلوج على مرتفعات شمال تبوك، نواحي جبال اللوز، وعلقان والظهر والشرف وما وقع شرقها إلى طريف والقريات".

وأسفرت موجة الغبار الشديدة التي تعرضت لها العاصمة السعودية، الرياض، والمنطقة الشرقية، مساء أمس الخميس، عن 272 مصاباً جراء الحوادث المرورية وحالات الاختناق، خاصة لدى مرضى الربو والأطفال.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر بمنطقة الرياض، عبد الله العتيبي، لـ"العربي الجديد"، أن إحصائية هيئة الهلال الأحمر بالمنطقة، كانت 67 حادثاً وحالتي وفاة، وأضاف: "كانت حالات الأمراض عبارة عن 104 منقولين للمستشفيات و137 مصاباً تم تقديم الخدمة الطبية الطارئة لهم ورفضوا النقل للمستشفيات أو شعروا بتحسن".
أما في المنطقة الشرقية، فأصيب 31 شخصاً، أمس الخميس، في حوادث مرورية وحالات اختناق جراء موجة الغبار.
وبيّن المتحدث الرسمي باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الشرقية، فهد الغامدي، لـ"العربي الجديد"، أن غرفة عمليات هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الشرقية تلقت، أمس الخميس، 29 بلاغاً خلال الساعات الأولى لقدوم موجة الغبار للمنطقة الشرقية، منها 16 بلاغاً لحوادث مرورية، بالإضافة إلى 13 حالة مرضية، وتم تقديم الخدمات الطبية الإسعافية لهم عن طريق 31 فرقة إسعاف، قدمت من خلالها الخدمة الطبية لـ19 حالة، ومن ثم نقلها للمستشفيات بالمنطقة الشرقية، بينما عولجت 12 حالة أخرى بالموقع ولم تنقل للمستشفى.