وفد تابع لغرب ليبيا يزور القاهرة لإعادة فتح قنوات الاتصال

وفد تابع لغرب ليبيا يزور القاهرة لإعادة فتح قنوات الاتصال

09 سبتمبر 2020
الوفد سيبحث إعادة تمهيد وفتح قنوات الاتصالات التي كانت بين السراج والقاهرة (فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر مصرية خاصة إن وفداً تابعاً لمعسكر الغرب الليبي، الذي تقوده حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، وصل إلى القاهرة في ساعة متأخرة من ليل أمس، في زيارة من المقرر أن يلتقي خلالها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل ومسؤولين رفيعي المستوى باللجنة المعنية بإدارة ومتابعة الملف الليبي.

 وبحسب المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الوفد الذي يقوده تاج الدين الرازقي المستشار الأمني للسراج، سيبحث إعادة تمهيد وفتح قنوات الاتصالات التي كانت بين السراج والقاهرة قبل إعلان قائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر حملته العسكرية على العاصمة طرابلس في إبريل/ نيسان 2019، وهي الحملة التي جاءت على غير الرغبة المصرية، إلا أنها اضطرت لدعمها بعد الضغط عليها من جانب الإمارات والسعودية، قبل أن تنتهي بسلسلة خسائر أسفرت عن خروج مليشيات حفتر من كافة مناطق غرب ليبيا.

وأكدت المصادر التي فضّلت عدم ذكر اسمها أن الوفد ليس شخصيًا أو معبرًا عن شخص السراج فقط، قائلة "إنه معبر عن مكونات الغرب الليبي بتنوعاته ومراكز ثقله"، كاشفة أنه يضم ممثلًا عن حكماء مصراتة وهو حسن شابة، بالإضافة إلى عدد من النواب وأعضاء المجلس الأعلى للدولة ممثلين لمدن غرب ليبيا، من بينهم أبو بكر سعيد وسعد شرادة".

وأوضحت المصادر ذاتها أن تنسيقا ووساطة أميركية بمشاركة أطراف في غرب ليبيا رفضت تسميتها، أسهما في كسر جمود العلاقات بين الجانبين والذي استمر لقرابة العام ونصف، كاشفة في الوقت ذاته أن لقاءات الوفد من المقرر أن تبحث مع المسؤولين في مصر الحفاظ على التهدئة ودعم قرار وقف إطلاق النار الذي سبق أن أعلنه كل من السراج وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وتهيئة الأجواء للذهاب نحو انتخابات من شأنها إعادة الهدوء إلى البلد الذي مزقته الحرب الأهلية.

وأكدت أن حكومة الوفاق أكّدت حرصها على إقامة علاقات جيدة مع كافة جيران ليبيا، والقوى التي تسعى للحفاظ على وحدة الأراضي الليبية.

 

تنسيق مع تركيا؟

في سياق متصل، وحول ما إذا كانت زيارة الوفد تأتي بعيدا عن التنسيق بين حلفاء السراج الذي عاد لتوه من زيارة إلى تركيا التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال مصدر مصري مطلع على ملف الأزمة الليبية "بالطبع السراج أو أي من شركائه في غرب ليبيا لا يمكنه الإقدام على خطوة مثل هذه في الوقت الراهن"، مؤكدا "حتما الزيارة بتفاصيلها اطلعت عليها تركيا بل ربما أعدت بعضا من محاورها"، مضيفا أنه "في الوقت الراهن ما تمر به تركيا من أزمة في شرق المتوسط يدفعها للموافقة على لقاءات أو مبادرات كهذه على أمل إيجاد مخرج عاجل".

أما فيما يخص الدوافع المصرية من وراء تلك الخطوة فقد أكد المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنها تأتي ضمن تعديلات على التوجه المصري تجاه الأزمة الليبية، وبشكل تدير فيه القاهرة موقفها بدرجة أكثر تحررًا من أعباء بعض الأصدقاء في الإقليم.

وأضاف المصدر أن "القاهرة تحملت تبعات وأعباء قرارات كانت ترفضها في أوقات سابقة، لذلك كان لزامًا أن تحدث بعض التعديلات التي تُعلي المصلحة المصرية".

وأشار  إلى أن القاهرة فوجئت مؤخرا بتحركات منفردة لبعض الأصدقاء على حد تعبيره، من شأنها إلحاق ضرر بالمصالح المصرية سواء في شرق المتوسط أو مناطق أخرى.

دلالات